الأحداث الإخبارية تجري حوار صحفي مع الأديب الشاعر موسى صنبع
الأستاذ موسى بن علي صنيع أديب وشاعر يعبر بالقلم , وينسج خيوط المستقبل بين أدباء سعوديين كافحوا من أجل النجاح والتميز ، وكانوا مثالا يحتدا به .مرهف الإحساس, لمع بعلمه وثقافته واجتهاده وطموحه، فكان نموذجا مميزا في المجال الأدبي والثقافي وروحا محبوبة في المجال الاجتماعي، قلبه يحمل إنسانية لا حدود لها، وفكره يحمل قيما راقية، ينعشنا بحسه الأدبي، هام بالحرف عشقاً..و بالقلم سحراً..
أبحرنا عبر الأحداث الإخبارية مع الأديب صنبع في حوار موسع حول مسيرته الأدبية والثقافية والعلمية
إليكم نص الحوار:
– أولا نُرحب بالأديب موسى صنبع ونرجو منه أن يمد القراء بنبذة عن سيرته الذاتية والعلمية والأدبية وكيف كانت بداية الحرف والقلم ؟
موسى علي ابراهيم صنبع
من مواليد : العالية / جازان
٢٥ أكتوبر ١٩٦٥م
متزوج ولي من الأبناء ثلاثة و بنتان
أكبرهم ( علي ) وأصغرهم ( همس )
__________________________
تخرجت من مدرسة العالية الابتدائية ١٣٩٧/١٣٩٦هـ
تخرجت من مدرسة الملحاء المتوسطة ١٤٠٠/١٣٩٩هـ
تخرجت من مدرسة بيش الثانوية ١٤٠٣/١٤٠٢هـ
حصلت على درجت البكالريوس في اللغة العربية وادابها
من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة ١٤٠٧هـ / ١٩٨٧م
بتقدير عام : جيد جدا
عملت معلما للغة العربية وادابها في تعليم جدة :
١- ثانوية زيد الخير
٢- ثانوية الصديق
٣- ثانوية ابن البيطار
٤- ثانوية زيد بن الارقم
٥- ثانوية الامام عبد الله بن سعود
احب القراءة والكتابة والرياضة ، إنسان متوسط المزاج وان كنت أميل الى المرح كثيرا
أستمع لام كلثوم وفيروز وفريد ومحمد عبده
– محطات كانت الأكثر “تأثيراً” في حياة الأديب صنيع ؟
بلا شك انا اعتبر ، زواجي اجمل محطة في حياتي وقد وفقني الله واكرمني أن تكون زوجتي ابنة الشيخ : علي بن محسن جبران ، وهو ووالده رحمهما الله جميعا ، ممن عرفوا بالدين والصلاح وامامة المساجد وتعليم القران الكريم .
– ماهي الآفاق الأدبية المفتوحة على المجهول التي يتوق أديبنا المتميز إلى اختراقها على مستويي التجربة والممارسة ؟
الادب علم كبير وواسع ومجالاته ومدارسه متعددة ومتنوعة ، وتختلف وتتغير مع تغير الانسان وفكره والاحداث المعاصره له ، وانا احاول في مجالات الشعر واعشق الفصيح منه بلا شك واتجول في الانواع الاخرى ، لكن انا لدي شغف في النقد الادبي وهنا لا يعني اني منصرف له تماما ، فانا لا أغفل كل ماله صله باللغة العربية ، نحوها وصرفها وادبها .
– الحب موقف بطولي وأعظم ابتكار للحضارة الإنسانية.” كيف توظف نِعمة الحب لخدمة القصيدة لديك؟
الشعر يقوم على العاطفة والقصيدة بلا عواطف ووجدانيات هي مجرد نظم ، ومن العاطفة عاطفة الحب وقد ابدع الشعراء قديما وحديثا في الحديث عن الحب وعن معاناتهم ، وانا ارى ان الحب ليس ابتكار وانما هو مع الانسان موجود ومرتبط به ولا ينكره شخص او يخلو منه الا لسبب فيه.
– هناك اكثر من قصيدة لك ولدت يتيمة يبدو انها لا زالت حتى اليوم حبيسة الادراج اما آن الأوان للإفصاح عنها ؟
ليست يتيمة بمعنى اليتم ، لكن هناك محاولات في مراحل ومناسبات متفرقة من العمر ، ربما اننا اليوم نرضى عن بعض وننكر بعض منها ، لكن دعني اكون اكثر وضوحا ، لا يمكن لقصيدة كتبتها وانا في سن مبكرة ان تلقى الان قبول لدي ، انا اليوم أكثر نضجا في كثير من الجوانب ، وما مضى سابقا لا اعتقد انني استطيع تجسيده
– هل القصيدة قلعة الشاعر الدائمة يحتمي فيها وبها من عواصف الحزن والاغتراب والشجن، أم نافذة يطل منها على خصوصياته السرية والحميمة؟
ليس كل القصائد قلاع وليست نوافذ كذلك ، غير ان قصائد الشاعر تتفاوت ومما لا شك فيه ان هناك قصيدة قد ترفع ديوانا كاملا وصاحبه وهذا موجود في عصور الادب فهناك شعراء كثر ، اشتهروا بواحدة لاسباب طبعا ، وهناك شعراء فعلا فتحت لهم قصائدهم ليس نافذة وانما عده نوافذ .
– الشاعر له طقوسه الشعرية يتحتم عليه عدم تعكير صفوة مناجاته .. هل لنا بمعرفة تلك الأجواء ؟
الشاعر وان كان بشر ، شأنه شأن بقية البشر الا انه يختلف عنهم في شعوره بالامور حوله والاوقات والاحداث ، وهو في اغلب الاحيان يبحث عن صفاء الذهن اولا ، ولن يجتمع صفو وتعكر في ذهنه مع بعضهما ، لذلك كلما كان ذهن الشاعر صافيا كان ذالك باعثا له على الانتاج الشعري ، وصفو الذهن يحتاج الى اختلاء الشاعر بنفسه فان كانت الخلوة في مكان مناسب كطبيعة جميلة او مياه او وديان فانها تحفز من ذلك ، وكذلك الوقت كلما راق راقت نفسية الشاعر فهو يخلو بنفسه ويحلو له ذلك في وقت الاصيل والصباح الباكر وهدوء الليل ، ولا يعني ذلك ان الشعر لا يقال الا فيها .
– ما المسافة بينك و بين القصيدة ؟وماذا قدم لك الشعر و ماذا قدمت له ؟
سوال جميل ، خاصه الشق الاول
المسافة بين الشاعر والقصيدة ليست سهلة وقصيرة كما يتصور بعضهم . صحيح هناك حدث احيانا يصنع القصيدة ، ولكن الشعر العذب يحتاج احيانا الى معاناه وتجسيد تلك المعاناه وتجربة ناجحة او فاشلة تخرج بها ما بداخلك وتصوره .
اما ماذا قدم لي الشعر وقدمت له ، لا أعتقد انني قدمت شيئا يستحق الذكر ، لكن الشعر قدم لي معرفة الناس وحبهم وجمعني بهم في مناسبات واكتسبت منه امور كثيرة في مجال الشعر وغيره .
– هل للمكان أثر في قصائدك؟
نعم ، عامل المكان وكذلك الزمـان لهما دور بارز في النصوص الشعريه ودعني اقول لك الصورة ، أنا لا استطيع الحديث او كتابة قصيدة عن أبها مثلا وانا لم أزرها وان كتبت وفق كلام قرأته او سمعته سيظل العمل ناقصا لانني لم اشعر او استشعر وجود المكان على وجه الحقيقة .
– حدثنا عن مشاركاتك الثقافيه؟
بحكم عملي ، فأغلب نشاطاتي لها علاقة بالعمل واغلبها يدور حول اجتماعات تخص مواد اللغة العربية ، لكن لنا مناسبات مدرسية شعرية لا تاخذ طابع الرسمية وانما هي داخل مدارسنا ، ايضا شاركت مع لجنة التنمية الاجتماعية بالعالية في ملتقاهم الربيعي ١٤٤١هـ وهي الاولى لي معهم . لدينا مسابقة شعرية موسمية اشرف عليها في ملتقى الحد الجنوبي نحن الان نقيمها للموسم الرابع وهي تبشر بخير .
– مارايك في الحراك الأدبي الثقافي بجازان؟
جازان منطقة ادبية وجميلة ، وبها عدد هائل من الشعراء والمثقفين والمبدعين ، ويثبتون جدارتهم وتفوقهم باستمرار في كل المجالات ، لكن بحكم اقامتي خارج المنطقة مشاركاتي في الحراك نادرة جدا ، فانا في مدينة جدة .
– القصيدة الاقرب إلى قلب صنيع ؟
•• ذكرى من وادي بيش ••
____________________________
العيد إن لم يكن لقـياكِ ما العيد
والجمـع إن لم تكوني أنتِ تنكيد
كل السـعادة في عينيك أبصرها
وفِي التـلاقي لنـار الشــوق تبريد
يا ليت يا منـيتي والـدار تجمـعنا
حديـثـنا السـر ، أهــات وتنـهيـد
كـؤوســنا ملئـت بالحـب متـرعة
عـلى لحــونٍ لـهـا رجــعٌ وتـرديد
ولــذة بيـنـنا نســعى لقسـمـتها
إذا عـدونـا بـها ، قالـت لنـا زيدوا
أمسكت شهراً وفطري غير قُبلتها
فهـات ثغـراً ، به شــهـد ومنضود
وجاذبـيني حـنـانـاً وارقصى دلـعاً
في نشــوة زانــهـا لـيــل وتـغريد
قولي لمن لامنا أصرفْ ملامتكم
قد عاش فينا وولى وهو محسود
يا طلـعة البدر نــوراً في أسـرّتـها
وحمرة الورد في الخـدين تخديد
وحــلو كـفٍ به الحــنّــاء نـاعـمةٍ
ونظـم فـلٍ إلى النـهـدين ممدود
وأســود ٌ يســبي حـيـنـاً وتفـرقـه
كـأنه ســــاتـر للــردف مشــدود
جل السرور أتى من فضل ضحكتها
وكـل حـلوٍ لـه في الثـغــر عنقود
قـوامــها آيــة والغـنــج ديــدنها
ويلّي عليـها إذا مـا انحلَّ معقود
آه .. عليـها وكـم آه على بـيـشٍ
وادٍ به العيـش يحـلو والأمـالـيد
إذا يسيل يسوق الشـوق أدمعنا
كـأنه بـاعــثٌ للحـــب منـشــود
ليـس الصـبــابـة إلا في مــرابعه
إذا غـفــونـا ، أفـاقتـنا الأغــاريد
فكـم قضـيـنــا لبـانـاتٍ بجــانبه
الحـب قيصـرنا والحــزن مفقود
أبكيك يا بيـشُ ما غنـت مطوقة
أنّىٰ هـويت ، وإني فيـك مـولود
هيهات نشرك في حـب تملكنّا
إني عشقتُ وعشقي فيك توحيد
__________________________
موسى علي ابراهيم صنبع
جـدة : ١ / ١٠ / ١٤٣٩ هـ
– من هو مثلك الأعلى على المستوى الأدبي ؟
أنا أدين بالفضل بعد الله لاستاذي وشيخي
الاستاذ / حسن ابوعله
فهو من زرع فينا ليس حب الادب والشعر وانما حب اللغة العربية .
– هل من إصدارات جديدة لك تحت الطبع ؟
انا لم أطبع ، وربما يكون لي اصدارات لكن لن تكون دواوين شعر .
– لو طلبت منك التفضل بتوجيه رسالة قصيرة إلى الأسماء التالية: – فماذا تقول؟
– حسن ابوعله
هذا استاذي وشيخي وهو من جعلنا نبصر جمال العربيه وادبها وشعرها وأدين له بالفضل بعد الله .
– محمد صنبع
الاستاذ محمد صنبع شهادتي مجروحة فيه فهو قريب لي ( ابن اخت ) لكنه للامانه هو شاب طموح ومثقف ويسعى جاهدا لخدمة مادته العلمية وكذلك مجتمعه في العاليه .
– فتح الدين الزاهري
أبو ابراهيم هو الشخص الذي لم تلده أمي ، ومن أجمل نعم الله عليّ معرفته ، وهو بلا شك رجل قل أن تجد مثله على درجة من الدين والخلق والثقافة .
– كلمة أخيرة لمن توجهها؟
اشكرك كل الشكر ، على تحملك وسعة صدرك وانا فخور جدا بك وباسئلتك الجميلة ، ارجوا ان اكون قد وفقت في الاجابة عليها ، كما ارجو تقبل هذه النصوص :
•• أيها التاريخ ••
________________
يا فؤدي بالهوى من أقنعك
و بلحن الحب يوما أسمعك
كنت نورا خافتا في جوفها
يا ترى من أبدلوها موضعك
غنت الاحزان لحناً عابثاً
ليت شعري أي لحن أسمعك
و قسا دَهري بأنواع الاسى
و غدا ينشد شعرا أربُعك
فأعطني العود وغنّ ألقاً
( ودع الصبر محب ودعك)
أنس جرحا عصفت أناته
و زمانا كان يوما روّعك
أنا يا بيش على عهد الصبا
لا يزال القلب مني موضعك
أنظر الوادي على أكتافه
عبقٌ يحكي علينا مطلعك
و شدت قمرية في زهوها
وبكاء الناي يهجو مضجعك
و نداماي على طول النوى
إيه ياوادي الصبا ماأروعك
سرق التاريخ منّا فرحةً
أيها التاريخ أوقف مدمعك
______________________
موسى علي إبراهيم صنبع
جدة : ١٤٣٤/١٠/٣هـ
•• تحريف الحب ••
_____________
قلبٌ أضرّته الوعودُ وأُتْلِفا
وشكا إليك ولم تكوني المنصفا
قد هام ما بين اللحون لعله
ينسى بها ساعات ليـلٍ عنّفا
وصدىً يناديه بهمسٍ خافتٍ
يا صاحبي قد مات أرباب الوفا
فلقد قرأت جميع أسفار الهوى
لكنّ سفرك يا فؤادُ تحرّفا
قدْ بُدّلتْ صفحاته و تغيرت
فيه المعاني و ابتعدت و ماكفى
يا صاحبي طبّبْ فؤادك منهم
بقناعة فالحب صار مزيفا
ستظل في الاوهام إن جاريتها
و تظل توفيه الغرام و ما وفى
وتلوم قلبك يوم صدّق حبه
وهو الذي خفر العهود و أخلفا
سلْ من عشقت إذا رغبت جوابه
يوما و إن بعث الجواب مغلفا
ولسوف تلقاه الغريب ولن ترى
إلا الغرائب في الظهور وفي الخفا
يا قلبُ جسمي ذاب في أسقامه
و سروره فيمن يؤمله اختفى
فشقيت في ألم و إن وصاله
طبي ولكن ما لقيتُ به الشِفا
ذكرى تؤرقني فأنزف أدمعي
في خلوة وأرى التباعد و الجفا
ولئن أبى وصلي وماطل وابتغى
هجري فقلبي رغم قسوته صفا
أبقى على عهدي وصدق محبتي
مهما حكى عني وقال و أرجفا
_____________________________
موسى علي صنبع – ١٤٤١/١٢/٢١ هـ
