المحلية

مركز حي العوالي يقدم مشاركة بقلم د.الجفري من ضمن مبادرة سلام وأمان

 

يُسعد مركز حي العوالي أن يُقدم مقال بقلم الدكتور طارق محمود هلال الجفري .
هذه المشاركة من قبل الدكتور هي من ضمن مبادرة #سلام_ وأمان والتي تتحدث في محطتها الثالثة عن (قبلة ومثابة).

خط الدكتور طارق بقلمه الراق وحروفه الذهبية مقالاً يعبر عن هذه المحطة وكان عنوان مقالته
(مكة بلدالسلام والأمان )
أما متن المقال فهو في السطور التالية :
منذ أن جاء إبراهيم بالسيدة هاجر وإبنها إلى مكة ووضعها عند دوحة فوق زمزم وليس بمكة احد وليس بها ماء ووضع عندها بعض الطعام والماء وقفى مسرعاً فتبعته السيدة هاجر لتسأله أين تذهب يا إبراهيم وتتركنا في هذا الوادي الذي ليس فيه انيس وكررت سؤالها عليه حتى قالت : يا إبراهيم أالله امرك بهذا فقال : نعم قالت اذاً لن يضيعنا ثم انطلق حتى إذا وصل الثنية حيث لا تراه زوجته وإبنه رفع يديه متوجه نحو البيت داعياً ( رَّبَّنَآ إِنِّىٓ أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِى بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ ٱلْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱجْعَلْ أَفْـِٔدَةً مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِىٓ إِلَيْهِمْ وَٱرْزُقْهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَٰتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)
صدق الله العظيم .
وكانت تسعى للبحث عن الماء بين الصفا والمروة واسماعيل يبكي من شدة العطش ويحرك رجليه حتى انبعث من تحتهما الماء فكانت زمزم التي يشرب منها المسلمون حتى يومنا هذا ،
وهذا رزق من الله حيث قال تعالى في كتابه الكريم (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ) .
وقد استجاب الله دعائه فحل عليها الرزق والأمن والأمان فكانت مكة آمنة من عقوبة الله وعقوبة جبابرة خلقه منذ خلقت السموات والأرض وهذا اختيار الله لمكة بأن تكون اطهر بقاع الأرض وافضلها وخير البلاد واكرمها وجعل الإسلام ينطلق منها ليضيء ارجاء المعمورة .
وفيها ولد رسول الله سيدنا محمد صل الله عليه وسلم وبها تربى وترعرع وكانت بعثته منها ونزل الوحي فيها عليه وهي اول بيت وضع للناس لعبادة الله قال تعالى ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ).
فكانت مثابة للناس وأمنا بوعد الله لعباده فأمن كل من فيها من المخلوقات وكل احد حتى الوحوش والأشجار ولا يسفك فيها دم ولا يُعضد عِضاها ولا ينفر صيدها ولا تحل لقطتها ولا يختلى خلاها وهذا مما كرم الله مكة به وجعلها منارة للإسلام وحماها بقدرته سبحانه حتى ان ابرهة الاشرم عندما نوى ان يهدم الكعبة بجيشه العرمرم ارسل الله عليهم طيرا ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول .
ومنذ تأسيس الدولة السعودية في عهد المؤسس طيب الله ثراه الذي اخذ على عاتقه العناية بمكة وبالبيت الحرام وخدمة حجاج بيت الله وتابع المسيرة ابناءه الملوك طيب الله ثراهم سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله حتى عهد الملك سلمان حفظه الله الذين بذلوا كل غال ونفيس في ذلك السبيل , ولازالت الرسالة مستمرة بعمل دؤوب وجهد متواصل فقامت الحكومة بتوسعة الحرمين وهي اكبر توسعة على مر التاريخ وبتطوير المشاعر المقدسة حتى اصبح الحاج يؤدي مناسكه بكل يسر وسهوله وفي أمن و أمان وبخدمات راقية جداً منذ مراجعته لسفارات حكومة خادم الحرمين لحصوله على التأشيره وحتى وصوله إلى المشاعر المقدسة وعودته إلى بلاده .
وهذا ما تشهده المملكة من التطوير المستمر لتحسين الأداء تحت رعاية مسئولي الدولة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين .
وتعمل الحكومة كل عام على اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة وأمن الحجاج بصرف النظر عن التحديات المختلفة سوءا سياسيه او بيئية او صحيه مثل ما هو حاصل هذا العام حيث كان التحدي كبيرا جدا مع جائحة كوفيد19 حيث اثبتت الاجراءات الاحترازيه التي اتخذتها الحكومه جدواها .
اللهم احفظ البلد الأمين وادم عليها الأمن والأمان والرخاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى