الحوادث المرورية يذهب ضحاياها العديد من الناس ، تتفاوت درجات الإصابة وقد تؤدي بالكثير منهم إلى الموت ومن بين هؤلاء الضحايا من يتعرضون لحوادث دهس سواءً كانوا راجلين على أقدامهم أو يستقلون عربات ودراجات هوائية أو حتى نارية.
وقد تعرض هذه الحوادث البعض من هؤلاء لإصاباتٍ بالغة فمنهم من تشل حركته ومنهم من يتعافى بعد زمن فاقدًا عقله أو بعضًا من أطرافه.
*حالة الجبيري*
لدينا هنا حالة إنسانية لأحد ضحايا حوادث الدهس وهو مقيم يمني في العقد الرابع من عمره يُدعى ” يحيى جبيري” يسكن في أحد أحياء محافظة صبيا تعرض لحادث دهس على طريق الأمير ناصر “حزام الزبارة” وقضى أشهر في العناية المشددة والتنويم بمستشفى صبيا العام ثم غادر المستشفى وهو مايزال فاقد للوعي وحركته مشلولة تمامًا بسبب تهتكات في الدماغ وتجمع دموي حوله حسب تشخيص وتقارير الأطباء هناك.
*معاناة شقيقتيه ورعايته*
المصاب “يحيى” منفصل عن زوجته منذ فترة ويرعى أطفاله في بيته وبيت والده رحمه الله بمساعدة شقيقته الكبيرة وتساعدهما الشقيقة الكبرى وهي مواطنة سعودية تعيش مع زوجها وأولادها في وسط البلد بصبيا.. قمنا بزيارة “جبيري” وجدناه مسجى على السرير الطبي في غرفته لا يتحرك قيد أُنملة في غياب تام عن الوعي وحالته يُرثى لها ثم طلبنا جوال شقيقته المسؤولة عن رعايته وعلاجه فاستمعنا منها للمعاناة البالغة التي تعانيها في سبيل علاج شقيقها يحيى وكيف تتحمل مع أولادها مصاريف شهرية لتأمين مستلزمات ضرورية لتقديم الرعاية الطبية اللازمة ولكنها وصلت لمرحلة عجز وترغب في نقله لأبها أو جدة لتلقي علاج متقدم بعد هذه الأشهر لعل وعسى أن يكتب له الله الخير ويعود لحياته الطبيعية من جديد.
*المتسبب غائب رغم الوعود*
سألنا “أم عمار” شقيقة يحيى عن المتسبب في حادثة دهس يحيى وموقفه منه بعد الحادث فأجابت بأسى وحزن قائلةً : للأسف فالمتسبب في دهس شقيقي هرب مرتين في المرة الأولى بعد دهسه مباشرة تركه ولم يحاول إسعافه أو محاولة إنقاذ حياته وبفضل الله كُتب ليحيى عمر جديد وتم نقله للمستشفى العام بصبيا وتلقى العلاج اللازم والعناية الفائقة من مستشفى صبيا والذين أشكرهم في تجاوبهم لعلاجه واستمرارهم في صرف علاجه وبعض المستلزمات الطبية بعد أن عرفتهم بأنني شقيقته كوني مواطنة… بعد هروب المتسبب تمكن مرور صبيا من التعرف عليه وتم إيقافه أو تسليم نفسه حسب ماسمعت ولست متأكدة ولكنه عاد للهروب مرةً أخرى بعد أن وعد بالوقوف معه ومساعدته والمساهمة في علاجه غير أنه غاب منذ أشهر ولم يتواصل معنا حتى بالسؤال عنه على أقل تقدير بالرغم من قرب سكنه فهو يسكن محافظة ضمد القريبة جدًا من صبيا.
*مناشدة أهل الخير*
أم عمار وعبر صحيفة “الأحداث الإخبارية” أطلقت مناشدتها لأهل الخير وأصحاب المبادرات الإنسانية في مملكة الخير أملًا في الوقوف معها ومساعدتها في علاج شقيقها الذي كان قبل الدهس رجلًا نشيطًا يكد ويشقى لأجل لقمة العيش له ولأبنائه وأصبح الآن طريح الفراش غائبًا عن الوعي والإدراك… أم عمار لديها أمل كبير في الله عز وجل ثم في أهل الخير فقد بذلت الغالي والنفيس لعلاج شقيقها وتظن بالله خيرًا بعد أن أمضى يحيى عدة أشهر وقلبه ينبض بالحياة دون أن يتحرك جسده.
