المحلية

*الكف الأحمر أول فريق نموذجي بصبيا والآباء ضد الكرة*

*باشافع... إرشيف رياضي لكرة القدم بصبيا*

 

لكل رياضي ذكرياته الخاصة والعامة فقد عايش أحداثًا متعددة مع الرياضة التي مارسها وتخللتها قصص وحكايات ولعل ممارسي ولاعبي كرة القدم هم أصحاب الحضور البارز ولهم مكانتهم في مجتمعاتهم نظير المتابعات والمشاهدات العالية لهم حتى لو كانوا يلعبون في الحواري والأحياء إلا أن لهم مشجعين ومهتمين… زاوية برنامجنا الحواري “الذكريات الرياضية” بدأنا فيه باستقطاب نجوم وشخصيات رياضية ساهمت وخدمت رياضة صبيا وأمجادها وكلما التقينا أحدهم أتى ذكر آخر فأخذنا معه موعدًا يحضر من خلاله لاستعراض ذكريات كرة القدم بصبيا… اليوم التقينا شخصية رياضية معروفة ولكنها مختلفة بما تحمله من إرشيف رياضي عبر صور تاريخية لها قرابة خمسين سنة فحاورناه وتحدث عن فريقه النموذجي رغم وجوده في الحواري وفي المقابل تذكر معاناتهم مع الآباء الرافضين ممارسة أبنائهم كرة القدم ودور الأمهات الرحيمات في الصفح عن كل من تسول له نفس بالقفز على “الزرب” ليذهب للملعب خفية وكذلك أشاد بدور أسماء دعمتهم كفريق حواري واسترجع ذكرياته مع أمجاد صبيا لاعبًا ثم إداريًا وحتى سائقًا مع النادي لخدمة المجتمع بصبيا… ضيفنا لاعب تاريخي من صبيا وهو الأستاذ محمد صالح باشافع وقد أجرينا معه الحوار التالي.

*- من هو محمد صالح باشافع؟*
– محمد صالح باشافعي والشهرة في صبيا باشافع كنت معلم رياضيات في تعليم صبيا ومتقاعد حاليًا وقد أمضيت عمري بفضل الله وتوفيقه في مدينتي ومسقط رأسي صبيا.

*- أول فريق لعب له باشافع؟*

– بعد الحارة أسست مع أقراني فريق في الوادي الشامي بصبيا وأسميناه الأهلي فقالوا يوجد فريق بصبيا اسمه الأهلي فاقترح علينا الزميل في الفريق وضمن مجموعة التأسيس الأخ محمد قاسم سلطان مسمى “الكف الأحمر” وقد عرف هذا المسمى من مدينة جدة فوافق الجميع على هذا الاسم وأصبح اسمًا لفريقنا… وكنا نتكفل فيما بيننا بكل مايخص الفريق من تيشرتات وأدوات رياضية وفريقنا كان مسيطرًا في الوادي الشمالي وتوجد فرق في الوادي اليماني وفريق النور غرب صبيا.

*- أبرز الأسماء التي عاصرت باشافع في تأسيس وقوة الكف الأحمر؟*

– أتذكر منهم حسن عيسى جدو، شوعي إبراهيم شوعي، علي قميري، علي عبده ياسين، وهؤلاء من نفس الحارة التي نسكنها ومعنا ناصر أحمد بن هادي ومحمد عبده ياسين وكذلك عمر بنيان وأحمد بنيان وربيع صفيقي.

*- هل استمر محمد صالح في الكف الأحمر أم انتقل لفريق آخر؟*

– واستمريت معهم في فريق الكف الأحمر ولم أنتقل لأي فريق إلا بعد قيام النادي واعتماده رسميًا التحقت بالنادي وبدأ فريقنا الكف الأحمر بالتفكك وقد انضممت للأمجاد على أواخر أيام جيل أحمد باشا كلاعب حيث كنت مع الأمجاد في المباراة الشهيرة التي انظلم فيها باشا وتم استبعاده بالكرت الأحمر وإيقافه عام وختمت مشواري الكروي في نادي الأمجاد بصبيا ولكن كنت ألعب للنادي ولفريق الطليعة بصبيا.

*- أبرز اللاعبين الذين رافقوك في الطليعة؟*

– معظم لاعبي الكف الأحمر بالإضافة لعناصر من الحارة الشرقية بصبيا منهم محمد ضيف الله وعيسى حمود سرحان وعبدِالله رزيقي وعبدالغني زكري وإبراهيم زكري وفهد باشا ومحرق العابد وعمر المصري رحمه الله وكثير من الأسماء.

*- ماهي أبرز الذكريات الجميلة في مشوارك الرياضي بصبيا؟*

– كانت أجمل الذكريات لنا في فريق الكف الأحمر مع الدورات الرياضية والمنافسات وفريقنا وقتها يعتبر سفير صبيا فكنا بتلك الأيام نسافر من صبيا للعب في بيش وضمد والشقيري وأبوعريش وجيزان وأقول سفر لأن الطرق غير مسفلتة وفي التنقل معاناة وكنا نلعب مباريات كبيرة وبعد عناء وتعب في التنقل فقد نفوز ونخسر وذاع صيت الكف الأحمر فأصبحت تصلنا دعوات المشاركة في البطولات من أنحاء المنطقة.

*- هل نستطيع القول بأنك قضيت فترة ذهبية في الكف الأحمر؟*

– فترة ذهبية بالتأكيد وقد قارعنا النور والتسامي ومن عشقي لفريقي الكف الأحمر عارضت الانتقال للأمجاد في البداية وتأخرت في الانضمام له ضمن مجموعة من زملائي وأعتز بفريقي وأتذكر في تلك الفترة كان معنا حسن جدو وصالح معدي وإبراهيم قصير والهبيطي كذلك أحضرناه لفريقنا وهو لاعب مهاري ومدرب.

*- كيف انضممت بعد ذلك لنادي الأمجاد؟*

– أخذوا من فريقنا حسن عيسى جدو وصالح معدي للأمجاد وعارضنا لأن التسامي والنور كل فريق يريد النادي باسمه ونحن نعتز بفريقنا الكف ونرفض الانضمام لأننا منافسين لهما وكل مرة يأتي أحدهم لإقناعي بالانضمام للنادي فأرفض حتى جاءني عبده عيد رحمه الله وركبت معه في السيارة ومباشرة أخذني لمكتب الرياضة بجازان ووقعت في كشوفات النادي فسألته كيف أحضرت ملفي فقال ماعليك من هذا الموضوع وقع وكان عبده عيد رحمه الله من نفس حارتنا وشخصية محبوبة من الجميع وله كلمة مسموعة بيننا وبعد يومين لعبت مباراة مع النادي.

*- كم الفترة التي أمضيتها في نادي الأمجاد بصبيا؟*

– سنوات عديدة وتوقفت عام ١٤٠٤-١٤٠٥هـ ورافقت النادي في فترة رئاسة الأستاذ مصطفى كعري في كل المعسكرات والمشاركات.

*- هل شغلت أي منصب في إدارة نادي الأمجاد؟*

– دخلت في إدارة مصطفى كعري وأمضيت معهم ثمان سنوات فترتين واستلمت مدير كرة وعملت كذلك سائق للنادي لعدم وجود سائق في فترة من الفترات وكنت كذلك مسؤول عن فريق كرة القدم مع المدرب الدمرداش وبعده حسن رفعت حتى عندما يسافر هذا المدرب أتولى الإشراف على الفريق فقد أشرفت على تدريب الفريق مباراتين في صامطة وضد التهامي فقد كان يرى المدرب في محمد صالح نجاعة المدرب المساعد.

*- هل عشت موقفًا حزينًا في حياتك كرياضي؟*

– لا أتذكر لحظات حزينة فالفوز والخسارة أمر وارد والرياضي كما يفرح بالفوز يتحمل الخسارة ولا أتذكر ذلك الموقف المؤلم لي في مشواري الرياضي.

*- مواقف لا يمكن نسيانها بالنسبة لك؟*

– المباريات التي كنا نلعبها في أبها ضد الوديعة عندما نتأهل كانت تقام في الصباح وأتذكر في مواجهة لنا كان معنا جيل وهيب يعقوب والحسين بلكي والذين لحقوا بي كمخضرم معهم وفي المباراة كنا متقدمين بهدف وسجلوا علينا هدف بمساعدة الحكم السوري زكريا وانتهت الشوطين الأصليين بالتعادل وفي الأشواط الإضافية رفض هذا الحكم أن نقوم بتغيير لاعب مصاب والتغيير متاح لكنه اخترع نظامًا وقانونًا جديدًا ليساعد الوديعة وينتصروا علينا بهدف في الأشواط الإضافية ونحن نلعب ناقصين وللمعلومية فقد عانينا كثيرًا من الظلم التحكيمي في البداية مجاملةً لأبها عندما كنا تحت مظلة مكتب أبها وثم استمرت المعاناة بعد انتقال مكتب الرياضة لجيزان فأصبحت المجاملة لفريق التهامي فقط وهذا الحال موجود في كرة القدم مع الفرق الكبيرة في كل مكان.

*- ماهي الأشياء الجميلة في رياضة صبيا زمان؟*

– الله، الله عشنا أيام جميلة بالفعل مع كرة القدم فأتذكر مثلًا فريق اسمه الزمالك من محافظة ضمد في فترة زمنية استعان بي مع زميلي وحيد الصم للمشاركة معهم في بطولة هناك يعني “احتراف” ولدي صورة منذ ذلك التاريخ فلعبنا مع الزمالك ضد فريق اسمه قلب الأسد من ضمد وضد فريق من صامطة فكلما طلبوني لعبت معهم برفقة وحيد الصم… وكذلك من جماليات الكرة بصبيا دورات “إبراهيم قصير” الكروية فقد عمل دورات شاركت فيها فرق من الريان والبديع والقرفي وضمد وبيش وغيرها وتلعب المباريات ذهاب وإياب ويضع قوانين رياضية أصبحت مرجعية فبعض قوانينه التي طبقها تلك الأيام سمعت بها حاليًا في الإتحاد السعودي لكرة القدم فقد كان إبراهيم قصير موسوعة رياضية وقد خدم الرياضة وكان لاعب مهاري من طراز نادر فقد كان إبراهيم قصير وأحمد باشا وعبدالله زايد عسيري كل مهاجم منهم لديه ترسانة مهارات لدرجة أن اللاعب منهم تكاد ترى الكرة تلتصق بقدمه فأمثالهم لا يتكررون.

*- أبرز الفرق التي عاصرتها في دورات إبراهيم قصير؟*

– أبرزها الكف الأحمر والصاعقة ثم ظهرت كاظمة وفريق من البديع والقرفي وشاركت فرق من الكواملة والريان وضمد والمحلة وصبيا وكانت دورات متعددة نظمها إبراهيم قصير وينتدب حكام من كل مكان وأتذكر الضابط الكاملي كان حارس مرمى وغيره كثير من الرياضيين تعرفنا عليهم من خلال دورات القصير.

*- وماذا عن مشاركات لاعبي الأمجاد القديمة؟*

– كان في المنطقة ناديي التهامي واليرموك فقط قبل اعتماد تأسيس نادي الأمجاد بمحافظة صبيا وتقام المباريات الرسمية فقط بين التهامي واليرموك ودومًا يفوز التهامي على اليرموك فتقدمت إدارة اليرموك بطلب لنا بأن يشارك معهم اللاعبين المميزين من صبيا ووعدوني متى تم اعتماد نادي الأمجاد يعود هؤلاء النجوم لفريقهم فأخذوا علي مخشوش والدماسي وعبده عيد رحمه الله وعبدالواسع معدي وغير متأكد من وجود أحمد باشا معهم وبعد تسجيلهم في اليرموك أصبح فوز التهامي صعبًا عليهم لأن فريق التهامي كان يأتي للعب معنا في صبيا الجديدة فنفوز عليه ومعهم لاعبين مميزين أمثال شحاري وعبده ناصر ويحيى باعشن فقد كان لدينا فريق عمالقة بصبيا ويستحق التسجيل والاعتماد مبكرًا والحقيقة كان للأستاذ عثمان مدني دور كبير معنا كرياضيين وتخرجت على يديه أجيال رياضية بصبيا وبالنسبة لي شخصيًا فقد علمني كرة القدم وألعاب القوى وشاركت معه في المدرسة في عدة منافسات وتعلمت منه الكثير وشاركت في الدرعية مع أحمد باشا عام ١٣٩٧هـ في منتخب ألعاب القوى وسافرنا الطائف كذلك بعد التصفيات تحت إشراف الأستاذ عثمان وكان لا يشارك إلا المتميزين وأتذكر مشاركات علي أبوطيرة وإبراهيم عبده في مسابقات الجري السريع مئة متر كذلك مع المدني فكل رياضي بصبيا يعرف دور الأستاذ عثمان وهنا مع ذكر الألعاب والمشاركات أتذكر بأن أحمد باشا كان لاعب متميز في القدم والطائرة والسلة وغيرها ويلعب بمهارة وإبداع في كل لعبة يشارك بها ماشاءالله تبارك الله.

*- البعض تحدث عن معاناة مع الأهالي لمنعهم أبناءهم من ممارسة كرة القدم فهل عشت هذه المعاناة؟*

– نعم عانيت كما عانى أقراني من رفض الأهالي والآباء خاصة لأن يمارس الأبناء الكرة أو يسافرون للمناسبات الرياضية… فمثلًا كنت مسؤول ومشرف في النادي وعندما تأسس نادي الصواري في فرسان كانت لفريق الناشئين أو الشباب مباراة هناك فوجدت صعوبة بالغة في إقناع بعض الآباء بسفر اللاعبين وللأسف اضطررنا لاستخدام طرق وأساليب ملتوية بأخذ لاعبين مشابهين لبعض اللاعبين الذين منعهم الآباء من السفر ومع ذلك اكتمل العدد بصعوبة حتى الأستاذ مصطفى كعري قال لي كيف ستتصرف فقلت له لا حلول لدي غير هذه الحلول وفي عصرنا كان الآباء يمنعوننا بشكل نهائي من ممارسة كرة القدم إلا أننا نغالطهم ونخرج خفية وخلسة لممارسة كرة القدم فأتذكر على تلك الأيام البيوت لا جدران لها ويحيط بالمنزل سور من الشوك أو بقايا الأشجار ويسمى “الزرب” فكنت أقفز من هذا الزرب وأذهب لممارسة كرة القدم حتى لا يراني والدي رحمه الله وكنت إذا تعرضت لإصابة أتحجج بأنها في المدرسة وكانت الأم تساهم في تخفيف عقوبة الأب إذا اكتشف شيء فقد كنا ننام بعد صلاة العشاء مباشرة.

*- هذا الفكر لدى الآباء في تلك الأيام هل تسبب في تأخر الرياضة؟*

– بالتأكيد ولا نلومهم فلم تكن لديهم فكرة عن الرياضة عامة وكرة القدم خاصة بأنها في المستقبل ستكون بهذه الصورة.

*- هل تتذكر شخصيات لم تمارس الكرة في جيلكم لكنها خدمتكم أو دعمتكم؟*

– نعم هناك أشخاص لم يمارسوا كرة القدم لكنهم دعمونا أمثال الأستاذ صالح عثمان بركات والأستاذ محمد حسن مصطفى فقد ترأسا الكف الأحمر واستأجرا موقع لفريق الكف ولأول مرة فريق حواري بصبيا يكون له مقر فأصبح فريقنا فريق نموذجي ولذلك استقطبنا لاعبين مميزين أمثال أحمد غريبي والهبيطي وإبراهيم قصير فاللاعب المتميز نطلبه ومن يرغب الانضمام ترى إمكانية الاستفادة منه من عدمها وقد استطعنا كذلك في ظل هذا الدعم تكوين فريق ناشئين أسميناه “الهبوب” يتقدمهم محمد عبده ياسين فلدينا فريق درجة أولى وفريق درجة ثانية وكل لاعب يتميز بينهم نقوم بتصعيده للكف فأتذكر لاعب مهاري هو ناصر بن هادي تم تصعيده.

*- وماقصة الطليعة واللاعبين السودانيين؟*

– أنا من أحضرت هؤلاء اللاعبين فاللاعب محمد الفاتح رحمه الله كان معلم تربية بدنية وكنت أنوب عنه في حصص الرياضة ولاعب سوداني آخر أحضرته للطليعة من الحقو وبالنسبة للفاتح فهو لاعب مهاري ودربنا كذلك في الطليعة وشاركت معه في حصص الرياضة وفي اختيار فريق المدرسة.

*- نشكر لك هذا الحضور والتواجد في برنامج الذكريات الرياضية ونترك لك المجال لتختم بكلمة؟*

– والله لا يحز في نفسي سوى نادي الأمجاد وأتمنى الالتفاف حوله فقد شهدنا التفافة قبل عامين مع الإدارة الحالية ولكن لسوء الفهم حدثت استقالات وتفككت الإدارة بعض الشيء ومع ذلك لم تقصر الإدارة وكل عمل لابد يكون فيه أخطاء والمهم أن نتعلم ونستفيد من كل خطأ يحدث وكذلك لابد من الاستعانة بقدامى النادي فليس كلهم قد يفيد ولكن ضمنهم من نتأمل فيهم دعم النادي والالتفاف حوله فنتمنى أن تعمل إدارة النادي على هذا الشيء والمنشأة مهمة وضرورية لعودة النادي وأنشطته وقد سمعت وشاهدت رئيس النادي الأستاذ علي صليلي قبل أيام يعرض خطاب يوصي بالإسراع في تجهيز ملعب النادي فنسأل الله لهم التوفيق وأن تعود الالتفافة حول نادي الأمجاد.

*من اللقاء…* اختتم باشافع اللقاء بذكرى جميلة مع الشخص الذي استدعاه للعب مع فريق الزمالك بمحافظة ضمد قبل أكثر من أربعين عامًا وهو الأستاذ “خالد محسن الحازمي” حيث تعرف من خلاله على الرياضيين بضمد وارتبط معهم بعلاقات جميلة وقال مداعبًا الحازمي في هذه الذكرى لقد استقدمنا لضمد كأول محترفين على مستوى الحواري بصبيا وأضاف ضاحكًا حتى المقابل المالي مايزال لدى خالد الحازمي حفظه الله ورعاه.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى