الحوارات

المعلق الرياضي “غاوي” نادم على دخول الوسط الرياضي

غالب رمز الرياضة في الباحر وقصير وزرير دعماني بقوة

ذاكرة الرياضيين مليئة بالقصص الجميلة والحكايات الرائعة عن مشوار كل شخصية رياضية أمضت أعوامًا متلاحقة في هذا المجال فشاركت ونافست وأدارت ونظَّمت وارتبطت بالعديد من الفرق في الميادين وعاصرت أقرانًا رياضيين حتى أن البعض منهم شاب شعره ووهن عظمه وهو مايزال يواكب المناسبات الرياضية وخاصةً كرة القدم لأنها معشوقة الملايين وساحرة المجانين المولعين بها حُبًا وشغفًا…. الرياضيون لهم مواقف فيها الوفاء والإخلاص والتفاني والترابط بينهم لكنهم؛ أحيانًا يُقصرون في حق بعضهم أو يتناسون بعض الشخصيات التي خدمت وساهمت في رياضة مجتمع من المجتمعات أو مدينة من المدن أو حيٍ من الأحياء وهذا التقصير أو التجاهل قد يتسبب في حالةٍ من اليأس والغبنة لدى الرياضي الذي يفتقد للوفاء ممن كان يقضي بينهم أجمل مراحل عمره.

برنامجنا “ذكريات رمضانية” والذي خصصناه لحوارات رياضية مع شخصيات تمزيت وبرزت في رياضة أحياء صبيا وناديها الأمجاد فنسترجع معهم ذكرياتهم الرياضية ونفحات من ماضيهم الجميل لإشعارهم بالقيمة الكبيرة التي امتلكوها عبر عقودٍ من الزمن وتركوا من خلالها إرثًا رياضيًا يلزمنا نشره في الإعلام الحديث لتعريف الجيل الرياضي الجديد في أرجاء صبيا بهؤلاء الرموز الذين وضعوا بصمتهم في المجال الرياضي… آخر ليالي رمضان كانت حلقة برنامجنا في غاية الروعة لأن الضيف رافق مايكات التعليق في مناسبات وبطولات رياضية ودورات رمضانية وبطولات صيفية لكنه اليوم ملازم لسرير المرض ويتحدث بحرقة وألم بعد أكثر من أربعين عامًا قضاها بين اللعب والتحكيم والتنظيم والتعليق بدايةً من ضمد والباحر ومرورًا بصبيا وقراها وصولًا لجيزان… ضيفنا هو المعلق الأشهر على مباريات كرة القدم في أحياء
صبيا الأستاذ “هادي غاوي” والذي حاورناه عن ذكرياته وبداياته وأمنياته فتخلل الحوار أجمل الحكايات بكل صراحة وواقعية عن رمز الرياضة في الباحر غالب وعن دور القصير والزرير في مشواره كحكم ومنظم واختتم الحوار برسالة ندم وغبنة مع شكر والدته وإخوانه الذين كانوا له سندًا وعونًا في مرضه الشديد… ندعوكم لقراءة ومتابعة الحوار كاملًا.

*- نرحب بالمعلق الأشهر في صبيا هادي غاوي وأسعدنا التواجد معك في زاوية “ذكريات رمضانية” لقدامى الرياضيين بصبيا؟*

– مرحبًا بك أستاذ سالم في قرية الباحر وبمنزل آل غاوي تحديدًا وسعيد بالظهور في برنامجك المتميز عن قدامى الرياضيين بمحافظة صبيا.

*- هادي متى بدأت ممارسة كرة القدم؟*

– الحقيقة بدايتي كانت من المدرسة لكننا في فترة زمنية قديمة كونت مع أقراني فريق أسميناه فريق “الرعاة” بحكم كوننا سكان قرية وصبية وفتيان نساعد آباءنا برعي الغنم في فترة العصر ولأن المزارع قريبة من منازلنا فقد أسسنا فريق وكنا نلعب في هذه الفترة الزمنية وهذا الفريق يعتبر من أجمل الذكريات والمحطات الرياضية في حياة “هادي غاوي” ثم انتظمت في فريق السدرة عام ١٤٠١-١٤٠٢هـ وأصبحت حارس مرمى بالسدرة حتى توقفت عن ممارسة الكرة واتجهت للتحكيم ثم التعليق.

*- متى بدأت دورات فريق السدرة الرمضانية المشهورة؟*

– بدأت الدورات الرمضانية التي كان ينظمها فريق السدرة في ذلك الوقت عام ١٤٠٧هـ- ١٤٠٨هـ وأتذكر في أول دورة اشترك تسعة وثلاثون فريقًا من أنحاء المنطقة وتم تقسيمها لثمان مجموعات.

*- دورات السدرة والباحر مشهورة جدًا برأيك ما الذي ساهم في انتشارها قبل ظهور مواقع التواصل ؟*

– فعلًا كانت تشارك أعداد كبيرة من الفرق ولعل انتشار أخبار دورات الباحر الرمضانية في تلك الفترة دون واتساب أو مواقع تواصل أخرى كان يعتمد على المدارس والمعلمين وأكثر شيء كلية إعداد المعلمين التي كانت تضم مجموعة من شباب المنطقة ومنهم أبناء الباحر ساهمت في تناقل أخبار دورات الباحر الرمضانية وانتشارها.

*- كم عام تقريبًا استمرت دورات سدرة الباحر الرمضانية؟*

– استمرت لأكثر من عقد من الزمان وأعتقد تم تنظيمها حوالي أحد عشر أو ثلاثة عشر عامًا … ولكن أتذكر بأن البداية للدورات الرمضانية في ذلك الحين كانت بمحافظة ضمد قبل الباحر في موقع ملعب نادي الوطن حاليًا ووقتها كان الملعب ترابيًا وكذلك دورة البشارية الرمضانية.

*- هذه السنوات والتميز لدورات الباحر الرمضانية من هم الأشخاص البارزين في تنظيم هذه الدورات؟*

– ساهم الكثير في ذلك النجاح ولكن الرجل الأبرز خلال تلك السنوات في تنظيم ونجاح بطولات الباحر هو الأستاذ عيسى غالب جيلان والذي ساهم في التنظيم وكذلك كمدرب بجوار شقيقه إداري السدرة الأستاذ يحيى جيلان بالإضافة للرئيس الذهبي الأستاذ مهدي عطية فعيسى غالب تأثيره داخل البطولة وخارجها بالإضافة لاثنين من أبرز الرياضيين بمحافظة صبيا في ذلك الوقت هما الأستاذين أحمد زرير وإبراهيم فقد توليا الإشراف والمتابعة على أول بطولة أقيمت في الباحر فقد اشتهر إبراهيم قصير بتنظيم أبرز بطولات صبيا وشخصيًا كنت أرجع لأحمد زرير وإبراهيم قصير في كل مايخص التنظيم والتحكيم وأستشيرهما في عدة أمور رياضية بحكم خبرتهما السابقة فالشهادة لله وقفا مع عيسى غالب ومعنا في الباحر وساهما في نجاح الدورات الرمضانية.

*- حارس المرمى هادي غاوي ماهي أبرز ذكرياتك الرياضية كحارس؟*

– مشاركاتي كانت قليلة ولفترة قصيرة فقد تواجدت في فترة بها حراس عمالقة في فريق السدرة وهم الأساتذة محمد عنتر ،عيسى زين صدام وهما من الباحر ، واثق أبودية من ضمد ، عقيل جابر عطيف من صبيا فقد كانوا معنا في الحراسة… ولعل الذكريات عديدة ولكنني أتذكر خسارتنا من فريق الطيور في مباراة نصف نهائي بهدف مقابل لاشيء والهدف بخطأ فادح مني حيث سقطت الكرة من يدي واستغلها مهاجم الطيور وأحرز منها هدف أوصل الطيور للنهائي وللمعلومية الطيور كان خارج دوري المجموعات وتأهل بالقرعة ووصل للنهائي بعد فوزه علينا وحقق البطولة أمام فريق العالية فهذا الموقف مؤثر بالنسبة لي لأنني تسببت في خروج السدرة.

*- هادي ماهي الذكرى الأجمل مع الكرة والبطولات ؟*

– عديدة هي الذكريات الجميلة مع فريقي السدرة والرياضيين في قرية الباحر ولكن الأجمل فوزنا على فريق العدايا القوي والمتميز في ذلك الوقت بقيادة سنبل هادي والبكري ومجموعة من اللاعبين وتحقيق البطولة وكذلك فوزنا في نهائي بطولة جازان للمنطقة للأندية المحلية جيزان ، أبوعريش ، صبيا ، الباحر وواجهنا فريق من جيزان وانتصرنا عليهم في نهائي البطولة لكرة القدم بنتيجة 3/1 وفازوا هم في نهائي كرة الطائرة وقتها كان لدينا فريق قوي في كرة الطائرة بقيادة الأستاذ أحمد نوحي حكم كرة الطائرة المشهور ثم فزنا بنهائي التنس في نفس البطولة فكانت هذه البطولتين والنهائي من أجمل الذكريات التي أتذكرها مع أبناء الباحر.

*- غاوي قضى سنوات كحكم فماهي أجمل مباراة لك في التحكيم؟*

– العديد من المباريات عالقة في ذاكرتي كحكم ولكن أشهر وأجمل مباراة حكمتها كانت نهائي بطولة على ملعب العروج نظمها الأخ أحمد زرير وكانت مباراة قمة في الإثارة بين البرازيل والرمثا وانتهت بفوز البرازيل 2/1 حيث تقدم الرمثا بهدف حمد يماني رحمه الله وتعادل للبرازيل عصام صديق ثم سجل وحيد فايع هدف الفوز من ركلة جزاء.

*- ماهي الذكرى الأجمل في حياة هادي غاوي الرياضية كمعلق؟*

– بدأت التعليق في ضمد ثم الباحر وصبيا وجيزان وعدد من المحافظات والقرى وفي ذاكرتي العديد من المباريات ولكن أتذكر تعليقي على ديربي صبيا الأشهر بين القادسية والطيور في نهائي بطولة حلة مشاري والتي نظمها آنذاك الرياضي الشهير سالم عردان… مواجهات الطيور والقادسية كانت تعتبر ديربي قوي على مستوى منطقة جازان وليس في صبيا فقط المباراة كانت مثيرة ومُلهمة للمعلق حيث انتهت في وقتها الأصلي بالتعادل الإيجابي 2/2 وفي ركلات الترجيح فاز فريق الطيور لأن حارسه كان علي مهدي من الحراس المتميزين في محافظة صبيا.

*- هادي ترك حراسة المرمى مبكرًا ماهي الأسباب؟*

– أستاذ سالم كما ذكرت لك سلفًا في حواري هذا بأن فريق السدرة كان يضم أربعة حراس عمالقة من الباحر وخارج الباحر فأمضيت ثلاثة عشر عامًا كحارس احتياطي لذلك قررت الاتجاه للتحكيم وبعد المشكلة التي حدثت في نهائي بطولة العالية وأنا حكم اتجهت للتعليق حتى نهاية مشواري الرياضي.

*- هادي .. حدثنا عن ذكرياتك الرياضية بصفة عامة؟*

– عشت فترة رياضية طويلة مع أجيال من الرياضيين ولعل أجمل مراحلي في التعليق كانت خلال الفترة التي قضيتها مع فريق التعاون بصبيا واستمرت خمسة عشر عامًا وأفتخر كثيرًا بتواجدي تلك السنوات مع عدد من الرياضيين المنتمين لفريق التعاون والمشرفين على التنظيم وقتها ومنهم عادل مبروك وعقيل عطيف وأحمد حيدر وعلي غبيري شافاه الله… ولعل من أجمل الذكريات والمواقف أتذكر في أحد الأعوام كان هناك نهائي بطولة التعاون الرمضانية وفي ذات المساء نهائي بطولة التعليم بحضور وكيل إمارة جازان فقمت بالتعليق على النهائي في ملعب التعاون وبعد انتهاء المباراة اتجهت لملعب التعليم لمتابعة بقية المباراة النهائية وكوني ضمن معلقي البطولة سأحضر التكريم فتفاجأت بالأستاذ كرامة الأحمر مدير التعليم وقتها يطالب بأن يكون المعلق في الشوط الثاني هادي غاوي فأسعدني ذلك الطلب وبالفعل قمت بالتعليق على الشوط الثاني وتشرفت بالسلام على وكيل إمارة منطقة جازان راعي المباراة عند تكريمي.

*- هادي غاوي ماذا منحك المجال الرياضي ؟*

– أستاذ سالم … حقيقة لنكن واقعيين خدمت الرياضة سواءً في الباحر أو خارج الباحر أعطيت عمري وأفنيته للرياضة لم أحصل على التكريم الذي يستحقه هادي غاوي فقد أعطيت الرياضة ما أملك من تضحيات فكم من ليلة أذهب للتعليق أو التحكيم وأهل بيتي بهم تعب أو مرض ويحتاجون وجودي من حبي وولعي وعشقي للرياضة فتهاونت في واجبات وحقوق عائلتي وأسرتي لأكون وفيًا مع الرياضيين فأقولها بكل صدق وحسرة هادي غاوي نادم على دخول المجال الرياضي وتقديم تلك التضحيات في سنوات طويلة مضت من عمري وفي المقابل يُسعدني ويُفرحني عندما يذكرني البعض بالخير والثناء والسؤال فذلك شيء جميل وإنما قد أشعر بالحسرة بأن البعض الآخر ممن رافقتهم وساهمت معهم في إقامة وتنظيم بطولات لا يتواصلون معي أو يسألون عن أحوالي حتى عندما مرضت وأجريت عدد من العمليات الجراحية… والحمدلله بوجود ووقفة إخواني الأعزاء ووالدتي حفظها الله أنا سعيد بفضل الله.

*- كلمة هادي الأخيرة في هذا الحوار عن الرياضة والرياضيين بمحافظة صبيا؟*

– رياضة صبيا جميلة وعاصرنا أجيال يفتخر الإنسان بهم جيلًا بعد جيل من لاعبين ومدربين وإداريين وحكام ومعلقين ولكن رياضة صبيا تحتاج الدعم والترابط ليصبح لدينا فريق مميز وقد شاهدنا فريق حطين بمجهودات شخص واحد عمل واجتهد ووصل بالفريق للمنافسة فلماذا لا يحقق نادينا في صبيا ذات النتائج… ؟
كذلك قبل سنوات طويلة وعلى فترات تواجد في النادي أسماء وكوادر كبيرة أمثال الأساتذة سنبل هادي وسالم باصهي ومصطفى كعري فلا بد من تكريمهم وأيضًا أبرز الرياضيين في الأحياء أمثال إبراهيم قصير وأحمد زرير وعيسى خديوي وغيرهم ممن خدموا الرياضة لأن هذا التكريم يدعم الحركة الرياضية ويجعلها بيئة جاذبة… كذلك أرى بأن نادي الأمجاد يحتاج التفافة وهذا ما أتمناه من الرياضيين بصبيا أن يكونوا حول النادي ويدعموه وكذلك أناشدهم الاهتمام بالسؤال عن قدامى اللاعبين وعمل مبادرات لهم فلربما نحن نعيش ظروف أفضل من قدامى آخرين.

*ختامًا* : من القلب أشكرك أستاذ سالم أولًا لتشريفك وزيارتك لي في منزل غاوي العامر بقرية الباحر وأنت من الرياضيين الذين عاصروا هادي غاوي كما أشكر لكم هذه المبادرة من خلال هذا البرنامج الرائع للتذكير بقدامى الرياضيين بمحافظة صبيا.

*من اللقاء* : *حديث غاوي عن الرابطة*

– تحدث هادي غاوي عن رابطة فرق الأحياء بأنها بدأت تعمل بشكل جيد ومنظم رغم عمرها القصير حاليًا في ملاعب الأحياء وذكر كذلك بأن الأستاذ محمد نهاري رئيس الرابطة يتمتع بخبرة رياضية كبيرة سوف تساهم في إنجاح دور الرابطة بتواجد الأستاذين خليل غاوي وعيسى غزاوي كذلك معه في إدارة فرق الرابطة وتحتاج الرابطة لتفعيل دورها حتى في تكريم قدامى الرياضيين وتنظيم دورات وبطولات قوية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى