الحوارات

المعافا… بدأت في الشعلة وأصبحت قائدًا لقادسية الظبية

الدمرداش طالب الكعري بنقلي لقدم الأمجاد بعد كاظمة

مشوار “الذكريات الرمضانية” يزداد متعةً وتشويقًا مع كل نجم سابق نلتقيه بأحياء وحواري وقرى محافظة صبيا… حكايات كروية من الذاكرة نستلهم عبرها أمجاد رياضية تعاقبت عليها عقود السنوات وغابت عنها أقلام المؤرخين ولكنها تبقى حاضرة في أذهان من عاصروها لاعبين وإداريين تأسر السامع وتنال إعجاب المتلقي.

عبر برنامج “ذكريات رمضانية” كانت ضاحية الظبية بمحافظة صبيا هي وُجهتنا هذه المرة حيث التقينا شخصية رياضية ظهرت بصبيا قبل أربعة عقود فكان صاحب هذه الشخصية الرياضية لاعب كرة قدم في الأحياء والحواري ولاعب كرة طائرة في نادي الأمجاد بواسطة زميله آنذاك… لاعب حماسي، انفعالي، لا يقبل الخسارة فواجه مواقف وحدثت له حكايات فكان حديثنا معه حول هذه الذكريات وعن كيفية تحوله من لاعب طائرة للاعب قدم؟ ومادور فريق كاظمة الشهير بصبيا في تحوله؟ وعن الشخصيات التي ساهمت في زرع الثقة بنفسه كلاعب وقائد وعن ذلك المتابع والموثق لأحداث كرة القدم بالظبية.. كل هذا بالتفاصيل تطالعونه مع ضيفنا ” موسى عبده المعافا” الشهير بلقب (موسى البيشي) في حوار الذكريات.

– كيف بدأ الكابتن موسى ممارسة كرة القدم؟

– لم تختلف بداياتي عن أي لاعب كرة قدم اعتيادي في الحارة والمدرسة ثم تدرجت مع فريقي الأول في الظبية من متابع للاعب مبتدىء حتى أصبحت لاعبًا رسميًا وأساسيًا… و أتذكر بأنني ضمن مجموعة من أقراني كنا من شدة العشق والولع بكرة القدم نحمل الكرة في الطريق من الحارة إلى الملعب لنشاهد اللاعبين في الملاعب ونستمتع بتلك الأوقات وفي عقولنا أحلام صغيرة بآمال كبيرة في أن نكون يومًا مثلهم.

– من الفريق الأول الذي انتظمت فيه كلاعب بأحياء صبيا؟

– أول فريق لعبت له هو الشعلة من الظبية وحققت مع الفريق سبع بطولات وأتذكر في الفريق يحيى خواجي “العاقل” وضيف الله فتح الدين – رحمه الله- وهذان في رأيي الشخص من عرابين الكرة في الظبية ثم انتقلت لفريق القادسية من الظبية بعد أن تفرقت عناصر الشعلة بين مسافر لإكمال الدراسة وموظف انتقل وانشغل بعمله بحثًا عن مستقبله.

– متى؟ وكيف كانت أول مشاركة كروية لك؟

– فرق الظبية وفريقي الشعلة تحديدًا كانت لهم مشاركات في عام ١٣٩٧هـ وقبلها في ١٣٩٦هـ وعام ١٣٩٨هـ كانت مشاركتي الأولى مع فريق الشعلة في ملعب قرية البديع والقرفي في دورة رياضية كبيرة شارك فيها عدد من الفرق وأتذكر بأننا حققنا البطولة وواجهنا في النهائي فريق من المحلة لا أتذكر اسمه جيدًا… وبعد سنوات قضيتها في الشعلة في عام ١٤٠٨هـ بدأ الفريق في التفكك بسفر البعض وانتقالهم من الظبية بين الدراسة والانشغال فقضيت عامين أتنقل باللعب هنا وهناك حتى استقر بي المقام في فريق القادسية من الظبية وأمضيت فيه بقية عمري الرياضي حتى توقفت عن مزاولة كرة القدم وأتذكر تمامًا بأنني وجدت دعم كبير في القادسية من الثنائي الكبير يحيى معافا “أبوأحمد” وعبدالله خواجي حتى أنهما بعد فترة تنازلا عن قيادة الفريق لي واستمريت كذلك.

– كيف وصلت لنادي الأمجاد؟

– وجودي في نادي الأمجاد حكاية من شقين مختلفين حيث التحقت بلعبة كرة الطائرة بواسطة زميلي في المدرسة موسى معدي نوشان فقد طلب مني التسجيل معه كلاعب كرة طائرة وهي لعبتي المفضلة بعد كرة القدم وفي أحد الأيام جمعتنا مباراة نهائية بفريق كاظمة الشهير بأحياء صبيا في ملعبه عام ١٤٠٠هـ وكنت وقتها لاعبًا في فريق الشعلة وحققنا البطولة وقد مستوى رائع في المباراة التي كان يشاهدها ضمن الضيوف الأستاذ مصطفى كعري رئيس نادي الأمجاد ومدرب الفريق حسين الدمرداش فأُعجب المدرب بأدائي وكان قد شاهدني أكثر من مرة أثناء تمارين فريق كرة الطائرة بالنادي فسأل كعري عني فقال له هذا اللاعب مسجل عندنا مع فريق كرة الطائرة فاستغربت الدمرداش وطلب من الأستاذ مصطفى إسقاطي من كشوفات فريق الطائرة وتسجيلي مع فريق كرة القدم.

– ماهو الموقف الأجمل الذي تتذكره في مشوارك الرياضي؟

– المواقف متعددة وكثيرة ولكن أتذكر موقف جميل ومُحزن لي في نفس الوقت لكن نهايته طريفة ومفرحة مع نادي الأمجاد كان لدينا مباراة مصيرية أمام اليرموك في دوري منطقة جازان ولدينا فرصتين الفوز أو التعادل وفرصتهم الفوز فقط وتعرف حساسية مباراة بهذه الفرص وكيف تتلاعب بالأعصاب وللمعلومية كنت أرفض الخسارة وعصبي ولاعبي اليرموك استغلوا عصبيتي وكأن لديهم توصيات مبكرة لاستفزازي فكنت طوال الشوط الأول مهدد بالطرد والكعري مصطفى على أعصابه وبين الشوطين جاءني الأستاذ مصطفى كعري وترك جميع اللاعبين وطالبني بالهدوء وعدم الانسياق خلف استفزازات لاعبي اليرموك ووعدته بالتحمل ولكن للأسف بمجرد انطلاقة الشوط الثاني أحدهم شتمني وشتم أهلي فلم أستطع تحمل الموقف والصبر فكان عقابي الطرد مع انطلاقة الشوط الثاني واستمرت المباراة في شوطها الثاني حتى انتهت والكعري يضع يده على رأسه خشية الخسارة بسبب النقص بعد طردي ولكن بفضل الله انتهت المباراة بالتعادل السلبي الذي خدمنا بالتأهل فكان الموقف صراحةً لا يُنسى بيني وبين الحبيب الغالي مصطفى كعري.

– الرياضي كذلك يتأثر بمواقف أو موقف حزين يبقى عالقًا في ذاكرته فماهو الموقف الذي ترك هذا الأثر في حياة موسى البيشي؟

– مررت بذكريات حزينة ومواقف مؤثرة بين خسارة نهائي أو خروج من بطولة ولكن يبقى الموقف الأكثر تأثيرًا في حياتي والذي أحزنني هو وفاة صديقي وزميلي في فريق الشعلة بالظبية “ضيف الله فتح الدين” بعد معاناة مع المرض فقد كان لاعبًا زميلًا وموجهًا لي فقد استفدت منه كثيرًا كرياضي بارز ولذلك كانت وفاته صدمة بالنسبة لي.

– أحاديث الرياضيين من أقرانك عن انعدام الإمكانيات والبيئة الرياضية على أيامكم وتوفرها للجيل الحالي… كيف ترى الفرق بين الجيلين والحقبتين الزمنية؟

– الحقيقة بأننا كنا نلعب في وقت صعب ودون إمكانيات لكن غلب علينا حب كرة القدم والشغف بها لدرجة أن اللاعب على أيامنا ينام والكرة في أحضانه من شدة تعلقنا بها ونلعب بإخلاص للمتعة والحماس والتسلية فأتذكر مع قلة الدعم وعدم اهتمام كبار السن بكرة القدم كنا نجمع عشرة ريالات من كل لاعب لكي نشتري كرة قدم أصلية لنلعب بها بينما الجيل الحالي لم يعد يهتم بكرة القدم ويعتبرها شيء ثانوي وغير مهم لدرجة أنني أؤكد لك بأن بعض اللاعبين قد يأتي للتمرين فإن لم يجد صديقه المقرب في الملعب غادر الملعب وترك التمرين فلا انضباط ولا تقيد بما يلزم لاعب كرة القدم.

– اللقاء جميل ومشوق ولكن لضيق الوقت نختم لقاءنا معك ونود سماع كلمة أخيرة للرياضيين بصبيا؟

– لا تختلف أمنيات البيشي عن أغلب السابقين من جيله بأمنياتهم المعلقة وطموحاتهم الكبيرة في وجود جيل رياضي من المواهب يدعم كرة المنطقة وأن يصبح في جازان فريق يمثل المنطقة ويدخل دوري الكبار ويقارعهم… كما أُشدد على أهمية الالتفافة حول الأمجاد نادي المحافظة مطالبًا رجال الأعمال والمؤسسات بدعم النادي وفي المقابل آمل من القائمين على النادي الاهتمام بالجيل الواعد ومنح الشباب فرصة في اللعب وفي العمل الإداري وجذب أصحاب الخبرات والتجارب والاستفادة منهم.

– شكرًا للكابتن موسى على هذه الدقائق حول ذكريات كرة القدم في صبيا عامة والظبية خاصة ونتمنى لقاءك في مناسبات قادمة.

– أشكر لكم اختياري ضمن الرياضيين القدامى بمحافظة صبيا واستضافتي في برنامج الذكريات وأعتز بهذه الزيارة منك شخصيًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى