الحوارات

خليل أبوالقعايد… الأردنيان عميرة والحازمي علموني عشق الكرة

تمثيلي لصبيا والمخلاف ضمن منتخب جازان ذكرى غالية

الرياضة وكرة القدم بمحافظة صبيا وقراها محطة لرحلات برنامجنا “ذكريات رمضانية” وستكون كذلك وجهة لعدد من رحلات الذكريات الرياضية في برامج إعلامية متنوعة لتوثيق المعلومات التاريخية عن أجيال مارست كرة القدم سعيًا لإثراء ذاكرة الرياضيين وتنوير عقولهم بأسلافهم من خلال إنعاش ذاكرة كل رياضي قديم نلتقيه… استمرارًا لأحاديث الذكريات الرياضية اتجهنا شمال صبيا للمخلاف وتحديدًا لقرية “أبوالقعايد” فبعد لقاء لاعب الوداد السابق الطالبي ورد اسم رمز من رموز الرياضة في صبيا وقرى المخلاف وتوالت الرسائل والاتصالات التي تردد اسم هذا الرياضي وبأنه حمل لواء الرياضة هناك بينهم لاعبًا ومدربًا وإداريًا وساهم في تأسيس فرق ودعم أخرى والتحق بأمجاد صبيا ولعب على أيام منتخبات المناطق ضمن لاعبي منطقة جازان مع أسماء كبيرة في المجال الرياضي.. فكان لزامًا علينا أن نستضيف هذا الرمز الرياضي الذي يتردد اسمه في كلما استعادت ذكريات الرياضيين بصبيا فرق المخلاف وهو الكابتن “موسى خليل”… عن بداياته الكروية ودور الأردنيان عميرة وابن الحسيني الحازمي في ولعه وعشقه الرياضي ومحطاته كرياضي بين صبيا وبيش وأولوية المشبري وخلافة جبروت وحكاية الوادي الأخضر جاء هذا الحوار الرائع من ذاكرة ابن المخلاف.

– نرحب بالأستاذ موسى خليل رائد الرياضة بقرية أبوالقعايد وأحد رموز رياضة صبيا؟

– بدايةً أشكر الزميل العزيز عيسى طالبي على إطرائه ووصفه لي فهو معروف بفكره العالي واتزانه في القول وأشكر لكم هذه الاستضافة في برنامجكم الذي يهتم بقدامى الرياضيين في محافظة صبيا وقراها… وتشرفنا بتواجدك معنا في قرية أبوالقعايد وبالفعل فأنا قد عشقت كرة القدم وكرة الطائرة ونشأت وترعرعت على حب الرياضة بقريتي أبوالقعايد وبعد ذلك انتشرت كرياضي في قرى المخلاف وشاركت مع منتخبات منطقة جازان كلاعب في القدم والطائرة كذلك.

– متى بدأ موسى خليل عاشق كرة القدم ممارسة عشقه؟

– البداية كانت مع معلمين أفاضل في مدرسة أبوالقعايد وهم الأردنيان خليل عميرة وإبراهيم عميرة ومحمد الحازمي من أبناء قرية الحسيني فقد كانت نشأتنا الرياضية مع مجموعة من أقراني في مدرسة القرية على أيديهم وبدعمهم لنا حيث كان لهم فضل كبير في عشقنا لكرة القدم وكرة الطائرة سواءً داخل المدرسة أو في ملاعب القرية.

– من هو أول فريق بدأت فيه أو ساهمت في تأسيسه؟

– أول فريق ساهمت في تأسيسه هو فريق الوادي الأخضر تيمنًا بأودية وساع وشهدان من الطبيعة المحيطة بقريتنا.

– أبرز الأسماء التي رافقتها وكانت معك في ذلك الوقت؟

– أسماء كثيرة ومنهم شيخ القرية الآن الشيخ حسين علي محمد حنين والأخ عيسى حقاوي والمرحوم صديق علي صديق والمرحوم موسى شاطري وحيدر شيعاني وحسين عامر رحمه الله وناصر مشبري وأحمد شريف ومجموعة كبيرة من الرياضيين آنذاك.

– الرياضي يعيش ويتعايش مع العديد من المواقف في حياته الرياضية فماهو الموقف الذي تأثرت به في مشوارك؟

– الموقف الأصعب بالنسبة لي والذي تأثرت بحدوثه عندما لحقت بي إصابة وأنا ألعب لمنتخب منطقة جازان في الشرقية في ملعب شبه ترابي ضد منتخب القيصومة وعند انفرادي بحارس المرمى قام باعتراضي وأصابني إصابة قوية في الركبة وتم تحويلي لمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض وكانت إصابة تقطع في أربطة الركبة ظلت معي لثلاث سنوات حيث تعاوني مع المشاركات فقد كنت في عنفوان الشباب وعندي الحماس والنشاط لكن هذه الإصابة مع تكررها تسبب في توقفي عن اللعب والحمدلله على كل حال.

– بعد انقطاعك عن ممارسة كرة القدم من الفريق الذي واصلت فيه مشوارك الرياضي كإداري؟

– بداية فريق الوداد في موقع متوسط بين صبيا وبيش منحنا مكانة رياضية حيث كان الفريق يشارك بصبيا وبيش وتقام لدينا كذلك مباريات قوية في ميدان القرية ومنتصفها موقع المركز الصحي حاليًا فتشبعنا بكرة القدم لعبًا ومتابعة واهتمام من خلال احتكاكنا بكل الفرق الزائرة لملعبنا فبعد جيل الوادي الأخضر جاء فريق الوداد والتحقنا به وكان أول رئيس لفريقنا الوداد هو علي مشبري رحمه الله ويعتبر رائد من رواد رؤساء الفرق في المخلاف وبعد فترة تنحى عن رئاسة الفريق واخترنا زميل له اسمه علي جبروت من منسوبي الهلال الأحمر السعودي في ذلك التاريخ رعاه الله وأدام عليه الصحة والعافية حاليًا متقاعد… بعد جبروت استلمت دفّة رئاسة الفريق قرابة عشر سنوات وكنت في نفس الوقت حينها لاعب وكابتن ورئيس ولذلك أطلقوا على موسى خليل حينها لقب رائد رياضة أبوالقعايد واكتسبت مكانة كبيرة بفضل الله لدى الكبار والصغار.

– رياضي مخضرم من القدامى ورمز من رموز رياضة صبيا كيف ترى الفرق بينكم وبين الجيل الحالي؟

– منطقتنا تأخرت في التنمية وبيئة الرياضة بجازان كافة كانت غير مهيأة ولكن اجتهدنا اجتهادات شخصية على فترات رياضية فلا مدربين ولا ملاعب ولا إمكانيات ولكن لدينا الموهبة والرغبة فاشتغلنا على أنفسنا لتوفير ملاعب حسب الإمكانيات الموجودة والمتوفرة.

– تحدثت بأن بيئة الملاعب والإمكانيات ساعدت الجيل الحالي في الرياضة وكرة القدم فماهي العوامل التي ساعدت في تلك الحقبة الزمنية؟

– أكثر عامل ساعدنا الموهبة والتي امتلكها غالبية لاعبي الجيل السابق والشغف والحب لكرة القدم لأنها كانت المتنفس الوحيد لنا لا تلفزيونات ولا ننشغل بمتابعة الفرق الأوروبية فمجال كرة القدم ملاذنا الوحيد.

– سعدنا بك ضيفًا لهذا البرنامج مع أحاديثك الممتعة وفي كلمة الختام فماهي أمنياتك لكرة القدم في صبيا؟

– أمنياتي كرياضي محب وعاشق لكرة القدم وبصفتي من أبناء منطقة جازان أملي بأن يكون لدينا فريق واحد على الأقل يصل لدوري المحترفين السعودي حيث كان لدينا فريق حطين ومثلنا خير تمثيل ولكن للظروف القاسية التي عاشها الفريق لم يواصل التوهج وهبط مستواه في الدرجة الأولى فكم أتمنى أن يكون لمنطقة جازان منتخب قوي من كافة المحافظات يمثل المنطقة ويكون فريق قوي ينافس ويذهب بعيدًا وأقرب مثال أبها وخميس مشيط بينهما مسافة عشرة إلى خمسة عشر كيلو ولديهم فريقين في دوري المحترفين السعودي ومنطقتنا فيها مساحات شاسعة ومحافظات متعددة وبكل محافظة فريق لكن لا ينافس فلماذا لا يتم دمج فريق موحد يجمع مواهب برئيس واحد وأعضاء شرف موحدين وهذا رجاء وأمل لو تحقق لأصبح بجازان فريق له بصمة بين كبار أندية المملكة.
في الختام أشكر لك شخصيًا هذه المبادرة بالتذكير بقدامى الرياضيين بصبيا وأشكر لك كذلك هذه الزيارة وقدومك لمنزلي لإجراء هذا اللقاء وفقكم الله… ونسأل الله تعالى أن يجنبنا في هذه البلاد العظيمة خاصة وسائر بلاد المسلمين كافة شر هذا الوباء وتعود الحياة والأمور لطبيعتها.

ونحن نختتم زيارتنا للأستاذ موسى خليل شاهدنا واجهة منزله بقرية أبوالقعايد وقد توشحت باللونين الأخضر والأبيض وفي أحد أركان المدخل جدارية بها شعار ونشيد النادي الأهلي السعودي فعرفنا بأنه من عشاق ومحبي فريق الأهلي وله ذكريات مع هذا العشق الكروي وجوانب أخرى في ميوله كرياضي وعدنا بتناولها في لقاءات قادمة بعون الله.

اختتمنا حوار الذكريات بأعذب الكلمات وأجمل العبارات حول كرة القدم حيث استرجع الكابتن موسى على أيامهم قبل أكثر من أربعين عامًا عدم وجود بيئة ملاعب حقيقية وانعدام الإمكانيات وتأخر التنمية في جازان كافة ومع ذلك كان لهم اجتهاداتهم الشخصية وامتلكوا الرغبة في إبراز مواهبهم الكروية واحتكوا بسابقيهم ومارسوا كرة القدم والطائرة في مواسمها المناسبة وبطرقهم المتعددة حتى حفروا أسماءهم في تاريخ الرياضة بأرجاء صبيا … وأبدى سعادته بتوفر الملاعب ووسائل الترفيه في الوقت الحالي وطالب هذا الجيل الاهتمام بأنفسهم وممارسة الرياضة بأخلاق الفرسان.

         

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى