كورونا

قلق موجة “كورونا” الثانية.. احتمالات الارتدادة وإغراق الأنظمة الصحية في كابوس!

لم تنتظر دول عديدة حول العالم نهاية فيروس كورونا حتى تخطط أو تبدأ رفع القيود التي فرضت لاحتوائه؛ ذلك أن عجلة الاقتصاد يجب أن تدور والإنتاج يجب أن يستأنف، لكنّ هناك قلقًا يمكن التعبير عنه بكلمتين: الموجة الثانية.

وسلطت وكالة “بلومبرغ” الأميركية، الجمعة، الضوء على المخاوف التي بدأت تخرج إلى العلن بشأن احتمال حدوث موجة ثانية من الفيروس، الذي أودى حتى الآن بحياة نحو 197 ألف إنسان حول العالم.

وقالت إن ظهور كابوس كورونا مجددًا قد يتسبّب في وقوع إصابات ضخمة؛ الأمر الذي قد يغرق الأنظمة الصحية، ويعيد العالم إلى المربع الأول: الإغلاق.

ما هي الموجة الثانية؟
تحدث الأوبئة الواسعة الانتشار نتيجة مسببات لا تتمتع غالبية البشر بمناعة ضدها؛ الأمر الذي يسمح لها بأن تصبح جائحة، أي الوباء الذي ينتشر في مساحة ضخمة مثل قارة، وربما يمتدّ إلى العالم كله، كما في حالة فيروس كورونا، ويصيب عددًا كبيرًا من البشر بسرعة فائقة.

وما يحدث غالبًا في الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي أنها تنتشر على نطاق واسع ثم تتراجع، تمامًا مثل موجات البحر الزلزالية “تسونامي”، وبعد بضعة أشهر تعاود الظهور من جديد وتنتشر في العالم أو في أجزاء منه؛ فيما يعرف بالموجة الثانية.

ما الذي يجعل الموجة الأولى تنحسر؟
يمكن أن تتراجع أوبئة الجهاز التنفسي مثل جائحة الإنفلونزا مؤقتًا بسبب الطقس، وربما يكون الفيروس قد أصاب عددًا كبيرًا من الناس في معظم المناطق؛ الأمر الذي يمنحهم مناعة، وربما يكتسبون مناعة القطيع؛ الأمر الذي يحمي أولئك الذين لم يصابوا بالعدوى، عبر الحد من تفشي الفيروس.

وفي حالة فيروس كورونا عملت غالبية الدول على فرض قيود على حركة البشر، كما تبنّى كثير من الناس طواعية أو قسرًا، تدابيرَ التباعد الاجتماعي، بحيث يصعب انتشار العدوى.

كيف يمكن أن يعود الفيروس في موجة ثانية؟
هناك عدد من الاحتمالات، كأن تحدث طفرة جينية في الفيروس بحيث يصعب على أجهزة المناعة البشرية أن تتعرف عليه، ففي خريف عام 1918 حدثت الموجة الثانية من الإنفلونزا الإسبانية، وتسببت بمعظم الوفيات وكانت بالملايين. ويعتقد بعض الباحثين أن الموجة الثانية كانت ناتجة عن طفرة جعلت الفيروس غير معروف أبدًا بالنسبة لمناعة البشر، وهناك احتمال آخر يتعلق بحركة الفيروس نحو السكان الذين لم يتعرضوا للفيروس وتتسم مناعتهم بالضعف.

لماذا لم تكن هناك موجة ثانية من السارس؟
لم تصل المتلازمة التنفسية الحادة “السارس” بين عام 2003، إلى مستوى الجائحة، على الرغم من أنها كانت نتيجة فيروس تاجي؛ إذ اقتصر انتشار الفيروس حينها على المستشفيات وأماكن أخرى كان الناس فيها على اتصال وثيق عبر وسائل عدة بأجسام المرضى، والإيبولا فيروس معد، ورغم انتشاره مرات عدة في أفريقيا حتى أصبح شديد العدوى في بعض الأماكن، إلا أنه لم يكن معديًا بما يكفي لانتشاره حول العالم.

ما هي احتمالات الموجة الثانية من كورونا؟
كانت هناك تلميحات من الصين بأن الموجة الثانية ربما تحدث؛ لذلك أُعيد فرض قيود في بعض المناطق في البلاد التي أغلقها الفيروس ثم أعيد فتحها في مارس بسبب حالات جديدة، أما معظم مناطق العالم فتكافح حاليًّا من أجل السيطرة على الموجة الحالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى