المقالات

أبوحسن…. والفقد المؤلم

 

لا اعتراض على أمر الله فالحياة والموت بيده سبحانه ولكل أجلٍ كتاب
يبقى فراق من فقدناهم غصة وألم موجع

قبل أيام فقدنا أخًا حبيبًا للجميع في جزر فرسان وقراها هو الأخ علي هادي الراجحي رحمه الله..
صاحب الابتسامة والروح والأخلاق العالية أحبَّ مجتمعه وأحبوه تجده يمازح ويبتسم في وجه كل من يلاقيه بشاشة وجه صافية نقية.

لن أتحدث عن سيرة حياته وسأترك لنفسي الحديث عن جزئية بسيطة في حياة” أبا حسن” كان من المهتمين بالمورث الفرساني ونقل ماتختزنه تلك الجزر الحالمة من كنوز متناثرة هنا وهناك.

لقد وقف بجانب ابنته الموهوبة في التصوير الفوتوغرافي وكان حريصًا على أن تصل بأعمالها الرائعة إلى القمة والتميز.

حرص أن تقام لها المعارض والاستفادة من المناسبات الرسمية لكي تنقل الصورة الجميلة عن فرسان بحكم إشرافي في لجنة التنمية السياحية كان يتواصل معي من أجل إبراز وتطوير موهبة ابنته له العديد من الهوايات المرتبطة بالبيئة الفرسانية فقد تعهد باستلام مقهى قرية القصار التراثية ومقهى مرسى الغدير ليس لهدف مادي وكلنا يعلم بأن ليس لهما مردود اقتصادي لكنَّ عشق المكان ومايحتويه من جمال وذكريات جعلته يشرف وينفق عليها بلا حدود من أجل استمرارها.

نلتقي في القصار وفي الغدير نتسامر على براد شاي من صنع يديه مع مجموعة من محبيه
وفي كل ليلة سبت نجتمع لمشاهدة أداء الفرقة الشعبية ويشجع الموروث بعطاء بلا حدود عشق البحر لحد الولع إقتنى قاربًا بحريًا ليس لأجل الربح لكن لكي يرضى العشق الذي بداخله صدق من قال إن من العشق ماقتل من كان يصدق أن تنتهي تلك العلاقة بهذه المأساة
.. يرحل غرقًا في قصة أشبه بالخيال كنا نسمع بغدر البحر حتى تراءت لنا حقيقته وهذه أقدار الله.

أبا حسن مانملك إلا الدعاء لروحك الطاهرة النقية لست وحدي الذي أرثيك بل ترثيك وتبكيك فرسان بقراها وجزرها ونوارسها وشواطئها وقصارها بقماريها ونخيلها وغزلانها
وسيرثيك براد الشاى وجلسات السمر على ضفاف البحر في الليالي القمرية..

إلى جنات الخلد أبا حسن وملتقانا في جنة عرضها السموات والأرض بحوله الكريم
إنا لله وإنا اليه راجعون.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى