المقالات

وماذا بعد كورونا 2020 ؟؟

بوجهٍ عابس مقطّب الحاجبين أقبلت سنة 2020م ،، وفي شهرٍ غير بعيد من أوائلها شاء القدر أن يحمل لنا وجعًا وخوفًا وعويلاً ؛
الهلع مرسوم على الوجوه، والقلق يغلّف الأجساد بعد أن فاض من القلوب.. إنه كورونا ( Covid19 ).
فايروس صغير لايُرى بالعين المجردة أربك العالم، وأعاد حسابات الاقتصاد، وهزّ العلم والثقافة.. بسببه أُغلِقت مراكز التعليم وحتى دوَر التحفيظ.. يمكن أن ترى أثر لمسته المحزنة في أعين المعلمين ودموع الأمهات وغضب الدارسين!
ونزلت الصاعقة، فأُمِر بإغلاق المساجد وقيل (صلُّوا في رحالكم)، فالمستحيل يصبح واقعًا، وأكبر المخاوف تحققت!!!
ازداد الخوف خوفين والهلع أضعافًا، فصنع البعض من ذلك صناعة الكلام، وصبُّوه في قوالب الثرثرة الفارغة، وكَثُر القال والقيل. قلة فقط بقيت مرابضة على درب الأمل، متفائلين بأن فرج الله قريب.
هل اكتفى (كورونا) بتنغيص العيش وانقطاع الصلاة؟
لا، بل مُنعت الصلاة في الحرمين، واكتُفي بالأذان والتكبير، ولم تلبث الأحداث أن تتلاحق في زمن قياسي، حتى فُرض الحجر المنزلي، وأُغلِقت المحلات إلّا بضع ساعات. بالتحديد من الشروق حتى المغيب، وانتشر المرابطون في كل زقاق وطريق، لمنع المخالفين والصد من انتشار ذلك (اللعين)، وحمل الأطباء قَسمهم بكل صدق وأمانة وقلب رحيم. وغابوا عن أُسَرِهم واكتفوا بفندق قريب من المستشفى؛ فيجيبون إذا استُدعوا دون إبطاء، فكانوا آية في البطولة، ونموذجًا لأبناء المملكة الطيبين، في مجابهة الجائحات!
المنحة تأتي من قلب المحنة، فنقول: لعل (الكريم) أراد أن يجمع شمل البعيدين، فيحنّ الصغير على الكبير، ويتحمل الزوج زوجه، ويُرزق الآباء ببِر أبنائهم من البنات والبنين، ويهب الأبناء دعوة صدق من قلب الوالدين، ويقلِّب وجوه المتذمرين في حقيقة نعمه عليهم، فيعود الضال إلى رشده..
نحن الضعفاء، نتأمل هذا السيناريو الرهيب الذي نُفّذ بحكمة وقدرة القِدّير، الذي سخر كل هذا (بوباء) ضعيف البنية شديد الانتشار، فنعرف الحكمة. أليس الذي بدأه بقادر على أن ينهيه، ومن أدخلنا إلى ضيق بيوتنا قادرًا على أن يخرجنا إلى بحبوحة الدنيا وعودة عجلة الحياة؟ أليس في ذكرى لعب الأطفال عند بابنا الكبير، واجتماع الأصدقاء في المجالس، وتسامر الأحبة تحت الضوء المقمر دليلًا على قدرة الله وأنه – سبحانه – لا يضيِّع عباده المؤمنين.
أليس هذا كافياً لكي ندعوه وحده – سبحانه – ليفُكّ الكرب، ويزيل الغُمّة، ويعيدنا إلى نعمة لم نكن نشعر بها، غير فاقدين ولا مفقودين..؟! سبحانه الله، وهو على كل شيء قدير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى