المقالات

من سبات كورونا

 

عاش الناس ما يقارب الثلاثة أشهر سباتاً إلزامياً تبدلت فيه كثيرٌ من المسلمات والأشياء التي يرون استحالة الاستغناء عنها في حياتهم ..
أكلوا من طعام أيديهم أكلًا صحيًا نظيفًا ؛ فتعافتِ الأبدان وصحت الأجسام ..
التفَّ جميع أفراد  الأسرة في مجلس واحد ومصلًى واحد ..
أصبح الٱباء والأبناء أئمة ومؤذنين ..
وأصبحت الأمهات والبنات ربات بيوت مجيدات ..
زادتِ الألفة فيما بينهم واشتد بنيان الأسرة  ..
سارت الحياة -بحمد الله وفضله- على سلاستها دون منغصات واكتشف الناس أن مايرونه ضروريًا في حياتهم؛ لايمكنهم العيش بدونه ؛ربما هو سبب” في هدم صحتهم وجيوبهم!! .
.مثل أكل المطاعم ،والسفر ،وتكاليف الزواج الباهضة من قصور وولائم ، وزيارة المولات ،والاستراحات بشكل دائم ..

في سبات كورونا تعلم الناس الانضباط والمحافظة على  الأوقات  والالتزام بالاصطفاف في الأماكن العامة ..واحترام دَوْر الٱخر ..

في سبات كورونا تعلم الناس تطبيقًا عمليًا لأهمية النظافة وتطبيق سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في ذلك ..

في سبات كورونا مر العيد السعيد ؛ لبس الناس فيه الجديد،؛ دون مكوث في الأسواق ؛ وهدر للساعات والريالات ،.وعايدوا القريب والبعيد ؛ دون ولائم أواستراحات .

في سبات كورونا تعلم الناس حب الوطن حبًا عمليًا حين لمسوا بكل حواسهم  حرص الوطن على مواطنيه في الداخل والخارج٫ وعلى كل ساكنيه من مقيمين نظاميين وغير نظاميين؛   فقدمَ الإنسانَ على  الإقتصاد في الوقت الذي قدمت فيه ما تسمى الدول (المتقدمة) المال على الإنسان وسحقت الإنسانية على قارعة الطريق .

في سبات كورونا التَحَم المواطن بقيادته الرشيدة الحريصة ؛فأحسَّ بيد القيادة الأبوية الحانية تمسح ٱلامه وتحميه- بعد الله سبحانه وتعالى- .

في سبات كورونا ظهر معدن هذا الشعب النبيل براقا ؛ بذل من جهده ووقته وماله ؛ واصطف مع قيادته وحكومته في مواجهة الملمات ..

في سبات كورونا تبخَّرت الشخصيات الهلامية  شاغلة الناس عبر شاشات الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ..وثَبتت شخصيات( أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَآءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا) أبطالُ الميدان الجنودُ المجهولون رجالُ الصحة والأمن الذين يستحقون كل التقدير والتكريم..(فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ)

في سبات كورونا أدرك الناس نعمة الخالق عليهم في كثير من الأشياء التي قد يتهاونون فيها.. وربما يُحرَمون منها بين عشيةٍ وضُحاها ومنها :المشي إلى المسجد  في ثوبِ الصحة والعافية ،والطواف حول الكعبة المشرفة ،وزيارة مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم ،وزيارة الوالدين ،وصلة الرحم .

في سبات كورونا أيقن الناس(  أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ) حتى الدول العلمانية !  تَنَادَىٰ رؤساؤها للدعاء والصلاة ..لقد انكسر جبروت التقدم والعلم والمدينة أمام كائن مجهري أرسله جبار السموات والأرض ..
(  وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ )..

اللهم ارحم ضعفنا، وقلة حيلتنا، اللهم أدم علينا أمننا وٱماننا ، وقيادتنا …اللهم ٱمين ..

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى