الخواطر والشعر

كورونا متهم ام بريء

 

​​
​​
​​ياسيدي القاضي
​​ان الماثل أمامكم بريء
​​فهذا الكائن الصغير
​​يسكن بينَ الحلق والمريء
​​يموت بقطراتٍ
​​من الماء الساخن
​​من قال انه بين صدرونا
​​ساكن
​​
​​ياله من مسكين
​​يتنقل من رئةٍ الى رئة
​​وامواته لم يتجاوزوا المائة
​​ليس له شكلٌ
​​ولا وزنٌ ولا فئة
​​يموت بعصرة ليمون
​​او رشة كمون
​​فلما كل هذا المجون
​​
​​
​​ياسيدي القاضي
​​حضرات المدعوين
​​لربما بالغ زميلي في دفاعه المستميت
​​واني والله لمن الناصحين
​​
​​ان الماثل أمامكم
​​يظنه الناس بطل
​​لانه أهداهم اجازة
​​قتل من قتل
​​وسار في كل جنازة
​​هو ماكر ومحتال
​​يتبدل في كل حال
​​ويدس السم في العسل
​​
​​
​​أتى متنكراً من الصين
​​يموت ويستيقظ كل حين
​​كـ الخفاش من يوهان
​​كـ فرعون وهامان
​​لن تعرف صدقه من كفره
​​ولا سره ومقره
​​الا بعد ان نصبح في خبر كان
​​
​​ياسيدي القاضي
​​انه الطاعون
​​أتى متحضراً
​​من الماضي
​​
​​ياسيدي القاضي
​​انه طاعون
​​فهل انت عنه راضي
​​
​​مهلاً مهلاً مهلاً
​​اسمح لي ان اعترض يا سيدي القاضي
​​
​​بالطاعون وصفوا موكلي
​​وأقفلوا الشوارع والطرقات
​​هاهو ماثلٌ أمامكم
​​فكيف يكون مسؤولاً
​​عن كل هؤلاء الأموات
​​
​​هو منذ قدومه
​​افرج الله عن بعض المساجين
​​تذكر الأغنياء
​​الفقراء والمساكين
​​أوقفت المراقص
​​أبواق الشياطين
​​وتوقف إطلاق النيران
​​بين الدول
​​
​​
​​ياسيدي القاضي
​​لا اعلم عن ماذا يترافع زميلي ويحامي
​​يغير الكلمات ويعبث بالأدلة
​​أليس بسبب هذا المتهم
​​اغلقت المساجد
​​بكت المنابر
​​وتوقفت الجماعة والجمعه
ورفعت الستارة في الكعبة
وذرفت ملياري دمعة
​​
​​
​​ألم يقطع صلة الأرحام
​​والمصافحة والسلام
​​ألم يقطع خطوط السفر
​​وأعاد السفن التي
​​قطعت من اجلنا البحر
​​وبث الرعب في
​​قلوب البشر

وصار علينا في كل ساعة وحين
ان نتحصن بأدوات التعقيم
والبعض يقول ان من يتشافى
منا سيصبح عقيم
فاعوذ بالله من الشيطان الرجيم
​​
​​رفعت الجلسة
​​لعدم حضور الشهود

​​

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى