المقالات

فرسان جزائر اللؤلؤ

هذا العنوان ليس حديثا ، ولكنه اختصار لعنوان كتابي ( فرسان ..
جزائر اللؤلؤ والأسماك المهاجرة )
الصادر عن ( الرئاسة العامة لرعاية الشباب ) في سلسلة
( هذه بلادنا ) ، وهذه الكتابة صدى لما قاله سمو وزير الثقافة ، رئيس إدارة الجمعية السعودية للمحافظة على التراث ( نحن تراثنا ) عبر حسابه في ( تويتر)
، قوله : نعمل على تقديم ملف
( محمية جزر فرسان ) لتسجيلها في قائمة ( الماب ) في ( اليونسكو ) .. بلادنا غالية بإنسانها ، وتنوعها الطبيعي والثقافي .
أما خواطري – كمواطن – فهي نتاج لمعلوماتي عن الجزر كثروة
وطنية في كثير من الدول بما تساهم به في دعم الاقتصاد الوطني نتيجة استثمارها سياحيا في الدول التي تدرك اهميتها كمورد اقتصادي ، بعد تهيئة بنيتها السياحية ، وجعلها عامل جذب يستقطب من تستهويهم طبيعة السواحل ، وعوالم أعماق البحار ، حتى وصل الأمر ببعض الدول إلى أن تبني جزرا صناعية
ينعكس دخلها السياحي على دخلها الوطني .
وإذا جئنا إلى وطننا ، ونظرنا إلى ثروته ( الجزرية ) على الساحل الشرقي للبحر الأحمر سنجد أن عددا لايستهان به من
الجزر تربض بالقرب من سواحل مدنه وقراه في شماله ووسطه وجنوبه ، وفي هذا الجنوب يتركز
أكبر تجمع جزري في ( ارخبيل جزر فرسان ) التي لايقتصر سحر الطبيعة فيها على جماليات بحارها ، ونصاعة رمال شطآنها ، وإنما يتعدى ذلك إلى ثروتها من المحار الذي كان مصدرا للرزق وتجارة اللؤلؤ مع بلدان الشرق
، ومن هنا نصل إلى أن مياه بحار هذه الجزر لو اتجه إليها المختصون ، وشجاعة رأس المال
ستكون محاضن لاستزراع اللؤلؤ وسيكون ذلك موردا اقتصاديا يضاهي اقتصادات الدول التي استثمرت بحارها في إنتاج ( اللؤلؤ الصناعي ) .
ليس هذافحسب ، ولكنه إلى جانب ذلك تعتبر البحار التي تربض فيها هذه الجزر من اغنى مناطق صيد الاسماك ، وليس أدل
على ذلك من وجود سفن الصيد العملاقة التي تذرع أبعاد هذا البحر وتجرف ثروته السمكية التي تقذف ببعضها في الاعماق مخلفة التعفن ومؤدية إلى تناقص الثروة السمكية بسبب الصيد الجائر .
وعودا على بدء فإن ماتكتنزن جزيرة فرسان ( الأم ) من معالم تاريخية ، ومن موروث شعبي في مناسبات مواسمها وعادات أهلها وتقاليدهم ، كل هذه الموروثات
– ياسمو وزير الثقافة – بحاجة إلى اهتمام وتطوير ، وبنية سياحية حديثة تأتي في مقدمتها
وسائل نقل حديثة ، ومنشآت سكنية مناسبة . كل ذلك سيكون له الأثر الكبير في استثمار هذه الثروة الجزرية التي وهبها الله لهذا الوطن .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى