الحوارات

طاعة… أسست نادي الأمجاد خدمةً لوطني وأهلي

القلم والمدني ساهما في دعم صفوف النادي

الشيخ صايغ رحمه الله جعل بيته مقرًا لأمجاد صبيا

نادي الأمجاد بمحافظة صبيا هو النادي الوحيد بالمدينة التاريخية والتي تضرب في أعماق التاريخ وعلى الرغم من عدم صعود هذا النادي عبر كرة القدم لأيٍ من درجتي الأولى والممتاز عبر تاريخه الطويل إلا أن هذا النادي قد ساهم في تصعيد وتخريج عدد من اللاعبين المعروفين على مستوى كرة القدم السعودية… النادي يشملُ ألعابًا مختلفة وقد تعاقبت على إدارته أسماء رياضية بارزة في صبيا.

ضمن برنامجنا الإعلامي حول الذكريات الرياضية في محافظة صبيا والذي بدأناه في شهر رمضان المنصرم عبر ذكريات الرياضيين الرمضانية وجدنا شخصيات متعددة وتلقينا سردًا تاريخيًا من كل شخصية في قلب المدينة صبيا أو من القرى والهِجر المجاورة والتابعة لها وشيئًا فشيئًا اكتشفنا قصصًا وحكايات رياضية تستحق المتابعة والنشر عن كرة القدم بهذا المدينة الرائعة “صبيا”… اليوم استضفنا أحد أهم وأبرز الشخصيات الرياضية بهذه المدينة ومن كان خلف تأسيس النادي العريق المسمى “الأمجاد” فحاورناه حول فكرة التأسيس ومعوقات الترسيم وموقف الأهالي وأولياء أمور اللاعبين آنذاك وكيف كان موقف رجالات صبيا ومشايخها من إنشاء نادي رياضي في قلب المحافظة… جاء الحوار برائحة الماضي واستشهد الضيف بشهامة ومواقف كل من وقف حوله لتجاوز كل الصعوبات والمعوقات معربًا عن فخره واعتزازه بذلك الماضي الجميل وبأحداثه العالقة في الأذهان بعد مرور أربعة عقود وعدة أعوام… ندعوكم للاستمتاع بهذا اللقاء الجميل مع مؤسس نادي الأمجاد بمحافظة صبيا الأستاذ عبده حسين طاعة.

– من هو عبده طاعة؟

– عبده محمد حسين طاعة، عملت في إمارة منطقة جازان لمدة أربعين عامًا، من أهالي محافظة صبيا، وبعد التقاعد أعمل لحسابي الخاص.

– نود مع المتابعين معرفة فكرة تأسيس وإنشاء نادي الأمجاد بمحافظة صبيا كونك الرئيس الأول والمؤسس له؟

– تأسيس نادي الأمجاد بمحافظة صبيا لم يكن أمرًا سهلًا أو يسيرًا في ذلك الوقت فقد مررنا بمشوار طويل ومعوقات وعراقيل وصعوبات ليكون لدينا نادي رياضي رسمي يخدم أبناء صبيا وقراها ويساهم في خدمة وطننا الغالي… وقد كنتُ لاعبًا في فريق التهامي بمدينة جيزان وقتها ولعشقي لصبيا وغيرتي على مدينتي التاريخية آثرت أن يكون فيها نادي مثلها مثل جيزان فبدأت في تنفيذ فكرتي رغم صعوبة الحياة وسوء الظروف المادية وانعدام الإمكانيات ولكن كان حولي رجال من صبيا وقفوا وساندوا فكرة تأسيس وإنشاء نادي الأمجاد وأبرزهم الدكتور عبدالله يحيى باصهي وأحمد يحيى باصهي والأستاذ محمد البدري باصهي ومحمد محسن مشاري ومحمد عبدالله عبدالباقي السبعي وعبدِالله شوعي العطار.. فقد كان لوقفة هؤلاء دور كبير في فكرة إنشاء النادي من البداية ثم وصلنا للمرحلة الثانية والتي تخللتها زيارات متكررة للجان من الرياض وأبها وكل لجنة تتبعها زيارة لجنة
أخرى وكان لكل لجنة شروط واشتراطات لابد من تطبيقها وتنفيذها في مقر النادي وأنشطته وكانت صعبة في حينها حسب ظروف الحياة بصبيا ولكن بفضل الله ثم بمجهودات وتعاون رجالات صبيا استطعنا التغلب على تلك الظروف لتطبيق وتنفيذ المطلوب وهنا أتذكر الدور الكبير للشيخ البار عامري والشيخ محمد علي صايغ رحمه الله والشيخ عبدِالله قلم ومجموعة كبيرة ساهمت معهم في دعم الأمجاد لإيجاد مقر وتنفيذ الشروط رغم مصاعب الحياة هنا في صبيا قبل أكثر من أربعين عامًا… وقد كان يقف خلف كل هؤلاء الرجل الأول بصبيا آنذاك الأمير منصور الكودري حيث كانت بصبيا إمارة وهو أميرها قبل أن تتحول لمحافظة في التنظيم الحكومي الحالي… بدأنا عملية التسجيل وتشكيل مجلس الإدارة فكان معي الأستاذ عثمان مدني زكري والأستاذ محمد حسن قلم والأستاذ محمد حسن مصطفى والأستاذ عبدِالله شوعي العطار والأستاذ محمد غريب أبو الجنادب وقد كان للأستاذين عثمان مدني ومحمد حسن قلم الدور الأبرز والأهم في تسجيل الأبناء بالنادي وكذلك المساهمة في إقناع أولياء الأمور وقتها للموافقة على تسجيل أبنائهم في النادي وذلك كون المدني هو معلم الرياضة ويعتبر أول أو ثاني معلم رياضة في متوسطة صبيا الأولى والقلم هو مدير المتوسطة وقتها حيث كنا نجد صعوبة في التسجيل من خلال اصطحاب اثنين من الأبناء في كل مرة لقيدهم في كشوفات النادي بمكتب الرياضة بمدينة أبها وأتذكر تلك الصعوبات حتى في السفر فقد ضحيت بوقتي وجهدي ومالي وصحتي في تلك المرحلة المهمة لتأسيس النادي وفي إحدى المرات أُتلفت سيارتي في طريق العقبة والحمدلله فقد كانت أيام صعبة ولكنها تهون في سبيل خدمة بلدي وأبناء بلدي فقد شعرت بالاعتزاز والفخر حتى يومنا هذا نظير جهدي لخدمة المجتمع بصبيا وقد استمر العمل بعد ذلك لسنوات طويلة حتى تم قيد الأمجاد بشكل رسمي في الرئاسة العامة لرعاية الشباب بذلك التاريخ ولا يمكن أن أنسى الدور الكبير للأستاذ عثمان مدني ومساهمته ووقوفه المستمر معي كونه معلم الرياضة في متوسطة صبيا وضمن إدارة النادي فكان يختار اللاعبين المميزين ويؤهلهم للنادي ويقنع الآباء بتسجيلهم لخدمة النادي والوطن كافة في المجال الرياضي وقد استمرت هذه المرحلة الصعبة منذ عام ١٣٨٧هـ حتى عام ١٣٩٩-١٤٠٠هـ تقريبًا وفيها تم تسمية النادي بشكل رسمي وإدراجه في سجلات الإتحاد السعودي ورعاية الشباب.

– الأستاذ عبده طاعة بالتأكيد كنت لاعب أحياء وحواري قبل نادي التهامي فماهو الفريق الذي بدأت ممارسة الكرة فيه؟

– فعلًا بدأت في الوادي اليماني بمحافظة صبيا حيث كان لدينا فريق بصبيا اسمه “الأهلي” ويترأس هذا الفريق رجل فاضل اسمه أحمد ضحوي رحمه الله تعالى وكان ضمن عناصر الفريق محمد صديق مصيري وعلي حاشدي ومحمد صديق اليامي وخميس اليامي وعبدالله يحيى باصهي وأحمد يحيى باصهي ويحيى ماس وإدريس طيري ورشيد الصم ومحمد أحمد باصهي وهادي عبدالحفيظ والعميد علي نوح وآخرين لا أتذكر أسماءهم الآن وهذا في عام ١٣٨٠هـ تقريبًا وكنا نلعب في الوادي اليماني بالقرب من المركز الأسفل وحي الباصهي وطبعًا نلعب حفاة والموقع بالقرب من “المعجار” موقع بيع البرسيم والأعلاف بصبيا وتقريبًا بعد ذلك كان في الموقع ملعب فريق البرازيل أحد أشهر الفرق بمحافظة صبيا و فريقنا هذا الأهلي سبقه فريق آخر كذلك لعب معنا قاسم الحاج ومحمد الحاج وعبده عذيق والعميد حيدر مؤنس وناصر منور وأسماء أخرى وهذا الكلام قديم وقد يغيب عن ذاكرتي بعض الأسماء.

– مسمى “الأهلي” هل جاء تيمنًا بأهلي جدة أم ارتبط بمسمى آخر؟

– لا أبدًا ولكن التسمية كانت على أنه فريق أهلي وقتها غير حكومي وتكوين الفريق كان بمجهودات فردية من اللاعبين ويدعمنا ذلك الرجل أحمد ضحوي رحمه الله تعالى حيث كان يعمل في الزراعة لكنه يعشق كرة القدم ووقف على تأسيس ودعم فريقنا “الأهلي” وتعود بي الذاكرة لاسترجاع حب الأهالي وكبار السن لمتابعة فريقنا بصبيا حتى أن الملعب حينها تمتلئ جوانبه الأربعة بالمتفرجين ومنهم رجل كبير في السن يُدعى “هادي أبوعدلة” كان يترك محله لبيع اللحم ويأتي لمشاهدة مبارياتنا فقد كانت أيام رائعة.

– ماهي أبرز الصعوبات التي واجهتك أثناء تأسيس النادي كونك صاحب فكرة إنشاء الأمجاد؟

– بدايةً أشكر الأستاذ أحمد يحيى الفايز مدير مكتب رعاية الشباب في تلك الحقبة الزمنية والذي ساعدني كثيرًا لكي أكون مرشحًا لمنصب رئيس نادي الأمجاد حيث كنت دون السن القانونية حينها وهذا الأمر وحده كان كفيلًا بنسف فكرة تأسيس وإنشاء نادي الأمجاد بمحافظة صبيا حيث كنت أسافر عدة مرات للرياض بصفتي المرشح الوحيد من أهالي صبيا ومدير مكتب رعاية الشباب بأبها حتى حصلت على الموافقة لرئاسة النادي وأنا مازلت لاعب وقتها… الأمر الآخر والأهم هو تكرار زيارات اللجان للوقوف على مقر النادي ومنحنا الموافقات اللازمة وهنا لزامًا أن أشيد بموقف الشيخ صايغ رحمه الله فهو صاحب الفضل بعد الله في إنهاء معاناة وصعوبة إيجاد مقر في ذلك الوقت فقد جعل بيته مقرًا لمجلس إدارة النادي وبالفعل جاءت اللجنة النهائية واطلعت على الموقع بعد أن تكفل الشيخ صايغ بتجهيزه وحصلنا على موافقتهم على مقر النادي وهذا الموقف من المواقف المشهودة لتكاتف الأهالي بصبيا يومها ويأتي امتدادًا لمواقف رجالات صبيا حينها… كذلك أتذكر الصعوبة في إقناع اللاعبين وأهاليهم بالتسجيل والتي لعب فيها المعلمون والتربويون في متوسطة صبيا أيامها دورًا بارزًا وفي مقدمتهم كما ذكرت الأستاذ محمد حسن قلم والأستاذ عثمان مدني ومجموعة من المعلمين حيث ساهموا بتسجيل اللاعبين فعندما شاهد أولياء الأمور أن المعلمين الأفاضل في مقدمة مجلس إدارة الأمجاد زادت ثقتهم بالنادي هنا تذللت صعوبات التسجيل بفضل الله ثم بفضل المعلمين.

– أسباب تنحي الأستاذ عبده طاعة عن رئاسة الأمجاد وتولي الأستاذ مصطفى كعري منصب الرئيس؟

– الأستاذ مصطفى كعري هو في مقام الابن بالنسبة لي وقد كان لاعب تنس طاولة عند قدومه للنادي من نادي الشباب بالرياض وكان قريبًا مني ولمحت فيه مواصفات الإداري الناجح من خلال حماسه ومرافقته للنادي في القنفذة وأبها وغيرها من مدن المملكة وكان يستطلع الأمور المهمة ويحضر برفقتي الاجتماعات وقد كنت وصلت لمرحلة مهمة بعد تعب وصعوبات لإيصال النادي لمراحله الرسمية وتثبيته في رعاية الشباب وحقيقة خسرت الكثير وضاعت العديد من أموالي والتي لا أعتبرها ضياع بقدر ماتحقق من نجاحات ووقتها لابد بأن تدفع من حسابك ومما يساهم به الأهالي لأن المعونة تأتي بعد التأسيس الرسمي وتثبيت النادي في السجلات الرسمية… عندما شاهدت حماس ورغبة الكعري عرضت عليه أن يكون ضمن مجلس الإدارة كنائب رئيس ليقترب مني أكثر ويخدم الأمجاد بشكل أفضل والحمدلله وافق ولم يمانع كما امتنع آخرون قبله ورفضوا تحمل المسؤولية فأسعدني ذلك الأمر لمعرفتي التامة بإمكانياته كرياضي متمكن وقتها لأن المسؤولية ليست بسيطة تحتاج جهد وتواجد ومقدرة مالية لتغطية بعض المصروفات لحين وصول إعانة النادي الحكومية.. وأصبحت أستعين بمصطفى كثيرًا وأُوكل له كذلك بعض المهمات التي نجح فيها وأثبت نجاعة عالية في قيادة النادي ثم حصل لي ظرف طارئ ومرضت واضطررت للسفر إلى مصر حينها لاستكمال علاجي فعرضت عليه تولي رئاسة النادي في البداية رفض واعتذر لعدم إلمامه ببعض أمور الرئاسة فشجعته وأقنعته مع الوعد بالوقوف إلى جواره كرئيس لأمجاد صبيا وبالفعل وافق وسافرت للعلاج وبعد عودتي وقفت معه لموسم أو موسمين رياضية تقريبًا ثم تركت النادي بصورة نهائية وأكمل الأستاذ مصطفى كعري لسنوات طويلة مشوارًا حافلًا خدم من خلاله وطنه ومحافظته صبيا وقدم لأبنائها الرياضيين الشيء الكثير في مسيرة طويلة يشار لها بالبنان ونشكره على كل تضحياته وبذله.
– طاعة الرياضي القديم والقائد المحنك كيف يرى الرياضة بين الأمس واليوم؟

– رياضة الأمس تختلف عن رياضة اليوم اختلافًا كبيرًا فالرياضة في الماضي تعني الانتماء الشخصي والعشق والولاء والحب لأن الرياضي يخدم وطنه ومدينته دون اعتبارات أو مردود مادي أما حاليًا فالرياضي يخدم كذلك لكن بحثًا عن المال والشهرة أكثر وهذا حق مشروع بالنظر لتأمين مستقبل اللاعب والرياضي بصفة عامة والتضحيات في السابق تختلف كثيرًا فقد كان الرياضي ولاعب كرة القدم خاصة يترك طعامه لممارسة الكرة حرصًا منه على الحضور والتواجد لذلك الفوارق كبيرة بين رياضة الأمس واليوم.

– ابتعاد طاعة عن نادي الأمجاد هل تبع ذلك ابتعاد تام عن متابعة الرياضة بصبيا أم ماتزال متابعًا للكرة؟

– الرياضي بالانتماء يبقى رياضي وعاشق بالتأكيد فعلى الرغم من تجاوزي الستين عامًا أو السبعين لكنني بطبعي رياضي وأما المتابعة فكوني أمارس أعمال حرة في هذا العمر وأتنقل بين الرياض والطائف وجدة فكنت أكتفي بالتواصل مع الزملاء عن بعد وسماع الأخبار الرياضية منهم بعد أن كانت تصلني في السابق من خلال أحد أبنائي والذي لعب لفترة في نادي الأمجاد بعد ابتعادي عن رئاسة النادي.

– هل تابعت بطولات الأحياء لكرة القدم عندما كنت في إمارة منطقة جازان لسنوات بعد استقالتك من النادي؟

– بطولات الأحياء بصبيا تابعتها في السابق وكنت أرى بأنها تسببت في فترة من الفترات في عرقلة مسيرة نادي الأمجاد لأن اللاعبين يفضلوها على النادي ويلعبون بها فكنت أتعب في سبيل إقناعهم باللعب للنادي وترك الحواري لكن الكثير منهم كانوا يلعبون في البطولات التي ينظمها الرياضي الشهير “إبراهيم قصير” وكل مرة أحاول إقناعهم بأن النادي للجميع ويخدم رياضة الوطن وقد يجد اللاعب من خلاله مستقبل أفضل بينما هم يفضلون اللعب حفاة بملاعب الأودية بدلًا من النادي والانضباط والرسمية التي يرون فيها تعقيد بالنسبة لهم والحقيقة ساهم المعلمون وأولياء الأمور بعد ذلك في تكوين قاعدة قوية من اللاعبين في نادي الأمجاد فتركت متابعة الأحياء وتوليت أمور النادي والمدربين وانشغلت بتتبع كل صغيرة وكبيرة حتى أنني كنت أسافر مصر للتعاقد مع مدربين وأخصائيين علاج طبيعي واعتمدت بعد ذلك على أسماء حقيقة كان لها دور بارز في النادي سواءً في أواخر فترتي الرئاسية أو بعد تولي الكعري دفة النادي ومنهم عبدالواسع معدي وصالح معدي والذيب سهلي وأحمد غريبي وعبدالله أبو يمن وعبده عيد وسنبل هادي وناصر حيدر ومجموعة معهم لا يمكن أنسى تضحياتهم في نادي الأمجاد وتواجدهم ودعمهم للاعبين الصغار المنضمين للنادي بعدهم ووقفاتهم الشخصية معي لدرجة أنني عندما أود عمل اجتماع وطبعًا وقتها لا وجود لوسائل التواصل فإنني فقط أتحدث لأحدهم فينتقل بواسطته خبر الاجتماع للجميع وأجدهم في الموعد متواجدين لذلك لا يمكن نسيان تلك الكوكبة من اللاعبين أو هضم حقوقهم نظير ماقدموه لخدمة النادي واستمرت مواقفهم حتى بعد مغادرتي النادي.

– أستاذ عبده كيف حكمت على كرة القدم في أحياء صبيا بأنها عطلت عجلة النادي ومسيرة الأمجاد؟

– نعم لأن اللاعبين وقتها يرون الانضمام للنادي التزام وارتباط بينما في الحواري يلعب اللاعب كيفما شاء ووقت مايريد فكنا نسعى لتشجيع اللاعب وشرح مايمكن فعله له داخل النادي من توفير بيئة رياضية مناسبة وأدوات ومستلزمات لكي يصبح لاعبًا يخدم ناديه ووطنه كرياضي حقيقي ولكن لأن ملاعب الأحياء والأودية بصبيا كانت كثيرة وفيها فرق عديدة ومنافسات وبطولات تعني لهم أكثر من النادي في ظل عدم وجود الحافز أو الدعم المالي الذي يعوضهم مقابل التزامهم بالنادي لذلك تعبنا في تحويل العديد من اللاعبين من الحواري للنادي وقد بذل القلم ومدني إلى جواري جهد كبير في هذا الأمر لذلك كانت هنا صعوبة كبيرة جعلت فرق الأحياء والحواري بصبيا تعطل نادي الأمجاد لفترة ليست بالقصيرة.

– الأستاذ سنبل هادي في لقاء سابق ذكر بأن طاعة هو مؤسس الأمجاد وعثمان مدني رائد التربية الرياضية بمحافظة صبيا فكيف اجتمعتما في نادي الأمجاد؟

– صحيح كلام الأستاذ سنبل واقعي بحكم تواجده في النادي منذ تأسيسه وأما العلاقة بيني وبين عثمان مدني بالنسبة للأمجاد فقد كان دور المدني كبير وكبير جدًا في النادي كونه معلم رياضة بمتوسطة صبيا آنذاك وله علاقات قوية مع الطلاب وأولياء الأمور ويعرف قدرات كل لاعب من هؤلاء الطلاب وساهم كذلك هو والأستاذ محمد حسن قلم في تسجيل اللاعبين وترتيب وتنظيم ملفاتهم وإقناع أولياء الأمور حيال سفر الأبناء وتنقلاتهم بين المدن فكان دور الأستاذ عثمان مهم خلال تلك الفترة والحقيقة يعتبر أهم شخص ساهم في ترسية قاعدة لاعبين بنادي الأمجاد بل أرسى قاعدة النادي ووقف معي شخصيًا وقفة لا أنساها.

– تحدث الكعري عن صعوبات إقناع أولياء الأمور في ذلك الحين فكيف تصف تلك المرحلة كونك سبقته في رئاسة النادي؟
– نعم نعم مررنا بمرحلة صعبة بسبب امتناع وعدم موافقة أولياء الأمور على السماح لأبنائهم بالانضمام للنادي إما لأجل الاهتمام بالتعليم أو خوفًا عليهم من السفر والتنقلات بسبب الظروف الصعبة وقتها وقد بذلت شخصيًا العديد من التضحيات والتي لا يمكن أن أذكرها لأنني قدمتها خدمةً لوطني ومدينتي صبيا في سبيل تأسيس واستمرارية نادي الأمجاد بمحافظة صبيا.

– ذكر الأستاذ مصطفى بأن محاولات إقناع أولياء الأمور جعلت له مكانة ووجاهة بينهم في صبيا وازدادوا محبةً له.. هل حدث معك ذات الأمر؟

– لقد كنت في البدايات أجمعهم في اجتماعات ومنهم المشايخ والمثقفين والرياضيين وأشخاص لهم مكانة اجتماعية بصبيا وذات مرة لم أجد مكانًا ملائمًا للاجتماع فقمت باستئجار بيت في ضاحية الظبية وعندما وصلوا لمقر الاجتماع وكنت أنوي جعله مقرًا دائمًا للنادي فوجهوا لي اللوم لماذا أذهب للظبية وهم مستعدون لمنحي مقر في صبيا وبالفعل قرر الأهالي منحنا عمارة العطار يومها لتكون مقرًا لنادي الأمجاد وهذا الأمر جعلني أقترب من الأهالي أكثر وأشعر بوقفاتهم المستمرة وأغلبهم من أولياء الأمور وهم كذلك ساهموا من قبل في تأسيس وتسجيل النادي ومنهم الشيخ محمد محسن مشاري وأحمد يحيى باصهي وعبدالكريم خراشي والشيخ صايغ وعبده مريع والعديد من أهالي صبيا كانت لهم مواقف متعددة وفي كل مرة أخجل من دعمهم ومؤازرتهم لي.

– نفهم من سياق الحديث في هذا الحوار بأن عبده طاعة لا علاقة له بفرق الأحياء وكرة القدم بصبيا بعد النادي؟

– نعم بعد انضمامي للتهامي ثم تأسيس الأمجاد لم تكن لي علاقة بفرق الأحياء وإنما كنت ألعب في أحياء صبيا القديمة كما ذكرت لك قبل انضمامي للتهامي وبعد تأسيس الأمجاد أصبح هو شغلي الشاغل فقط لأنني كنت الرئيس والسكرتير والإداري والسائق في ظل الظروف الصعبة فالإعانة كانت ستين ألف ريال ولا تغطي رواتب المدربين والعاملين وكنت أستعين بالأهالي وعشت أوضاع صعبة أشغلتني عن متابعة فرق الحواري وكما ذكرت لك فقد كانوا يحولون دون انضمام اللاعبين للنادي لولا الله ثم مساهمات الأساتذة محمد حسن قلم وعثمان مدني زكري ومحمد حسن مين الذين كانوا يساهمون بدورهم التعليمي والتربوي في إقناع الطلاب بالانضمام للنادي ولذلك انصرفت تمامًا عن متابعة الحواري…. والحمدلله فوقفات أهالي صبيا عامة ساعدتني كثيرًا.

– بعد هذا اللقاء الجميل والحوار الشيق عن ذكرياتك مع نادي الأمجاد وأهالي صبيا نود أن نسمع كلمة أخيرة عن أمنياتك للأمجاد؟

– الرابط بيني وبين نادي الأمجاد رابط وثيق فهو بيتي الأول وكما ساهمت في الماضي بكل ما أملك والعديد من التضحيات كذلك سأبقى محتفظًا بذكرياتي الجميلة داخل أروقة النادي وانقطاعي في الفترة الماضية بسبب تواجدي الدائم خارج المنطقة وفي الرياض خاصة ولكن دومًا أستطلع أخبار النادي وأستفسر عن النتائج وماذا حقق الفريق من خلال التواصل مع المقربين من النادي وأتمنى من كل قلبي أن يصعد فريق كرة القدم للدرجة الثانية والأولى وكذلك للممتاز حتى يرفع اسم صبيا والحقيقة هذا الشيء يحتاج عمل دؤوب ومتواصل وتكاتف وجهود وبعون الله سوف يصلون لم لا وقد سبق أن وصل لاعبون من أبنائنا للأندية الكبيرة ومثلوا النصر والشباب وغيرها من الأندية مثل أحمد باشا وصالح معدي والدكتور سامي عامري ولدينا أسماء عديدة مرت في الأمجاد ثم انتقلت لتلك الأندية وأمثالهم الآن لو وجدوا الدعم والتحفيز فسوف يتمكنون من تحقيق نتائج إيجابية للنادي وهنا أؤكد على القائمين على إدارة الأمجاد ببذل المزيد من الجهود واستثمار مواهب المنطقة عامة وصبيا خاصة لتكوين فريق قوي ومنافس ونتمنى لهم التوفيق فالفرصة متاحة لهم والإمكانيات متوفرة عكس أيامنا وقد اجتهدنا وواجهتنا صعوبات ومعوقات والحمدلله على كل حال فقد قدمنا مانستطيع وجاء الدور عليهم لخدمة نادي الأمجاد.

– نشكر لك هذه الدقائق وهذا الحضور واستحضار شيء من ماضي صبيا الرياضي عبر نادي الأمجاد ونتمنى أن نلقاك في أفراح وانتصارات تتحقق لأمجاد صبيا.

– أشكر لكم هذه الاستضافة والله نسأل أن يوفقنا وإياكم وسعدت كثيرًا بالظهور معكم في هذا البرنامج للحديث عن صبيا معشوقتي ونادي الأمجاد الذي أسسته خدمةً لبلدي.

هكذا جاء لقاء الذكريات الرياضية لتأسيس نادي الأمجاد بمحافظة صبيا قبل أكثر من أربعة عقود في حوار تاريخي مع الأستاذ عبده طاعة حيث سرد قصصًا جميلة وفي غاية الروعة عن التفافة كبيرة من أمير صبيا ومشايخها وكبار العائلات فيها أثمرت عن تأسيس نادي يخدم المحافظة ويساهم في خدمة رياضة الوطن… شكرًا للأستاذ عبده طاعة على تواجده ضيفًا معنا في زاوية الذكريات الرياضية والشكر موصول لكل من ساهم معه في خدمة رياضة صبيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى