الحوارات

ضيف الله.. رفضت رئاسة الأمجاد ووالدي دعمني

تنفيذ خطة المدرب جعل "باشا" يلقبني دامبي

*”الذكريات الرياضية”* بحواري وأحياء صبيا تمنحنا تفاصيل أوسع كلما التقينا بشخصية من الشخصيات الرياضية التي مارست كرة القدم عبر خمسة عقود ماضية فكل رياضي من هؤلاء له ذكريات خاصة ووقائع مختلفة عاش بعضها منفردًا وارتبط برياضيين من أقرانه في بعضها الآخر… ضيف الذكريات الرياضية اليوم هو ” *دامبي* ” كرة القدم بصبيا وسوف نتعرف على سبب تسميته بهذا الاسم والذي أطلقه عليه الكابتن أحمد باشا فضيفنا أدرك الرعيل الأول بنادي الأمجاد وعاصر لاعبين كبار كما كانت له مسيرة كروية في تحدي صبيا والذي أصبح تعاونًا فيما بعد وقد اختلف ضيفنا اليوم عن أقرانه كون والده حفظه الله شخصية رياضية ولذلك ساعده في ممارسة كرة القدم ولم يحجر عليه ويمنعه عن اللعب وفي فترة من الفترات وبعد اعتزاله اللعب عرض عليه بعض الشخصيات الرياضية رئاسة الأمجاد ولكنه رفض هذا الأمر وكانت له أسبابه… حول ذكرياته وتفاصيل كل هذه الأحداث أجرينا معه حوار الذكريات الرياضية فكان معلم التاريخ “محمد ضيف الله الحربي” صاحب ذكريات كروية جميلة تستحق التوثيق وقد كان له عتب لطيف في مقتطفات من حواره التالي.

-بدايةً نود أن يتعرف المتابعون على محمد ضيف الله؟

– محمد ضيف الله أحمد عبده الحربي والشهرة “كراع” وهو اسم اشتهرت به العائلة… بكالوريوس تاريخ عام ١٤٠٦هـ من جامعة الملك سعود.

*- أستاذ محمد حدثنا عن بداياتك في كرة القدم بصبيا؟*

– البداية مع فريق حارتنا وأسميناه فريق ” *التحدي* ” كان معي علي كميت وفهد مخشوش وعبده دهناوي.

*- أنت وهذه الأسماء هل تعتبرون الجيل التالي للرعيل الأول بكرة صبيا؟*

– نعم فقد سبقنا جيل محمد صالح باشافع بقرابة السنتين وقد تغير مسمى فريقنا من التحدي إلى التعاون وترأسنا نجيب عبيد رحمه الله وكان ملعبنا في الوادي الشامي بصبيا شمال بيت أحمد لبن في موقع يسمى “وادي الزبل”.

*- أبرز من رافقك من لاعبي كرة القدم بصبيا في تلك المرحلة؟*

– الأستاذ علي كميت وأحمد كميت وفهد مخشوش ومحرق العابد وعبده دهناوي وعردان سويس ومجموعة من حارة الجزارة وكذلك الأستاذ علي عبده جميمي رحمه الله.

*- ماهي أجمل ذكريات محمد ضيف الله الرياضية؟*

– المرحلة الأجمل بالتأكيد في نادي الأمجاد بصبيا منذ دراستي في الصف الثالث متوسط جاءني بعض أعضاء نادي الأمجاد ومنهم الأستاذ علي نهاري رحمه الله والأستاذ أحمد زيد شافعي والأستاذ عبده عيد رحمه الله وتحدثوا مع والدي ضيف الله كراع حفظه الله ووافق على انضمامي للأمجاد وبالفعل التحقت بالنادي تقريبًا في الثلاث سنوات الأخيرة للرعيل الأول ومنهم أحمد باشا وعبدالواسع معدي ولعبت في درجة الشباب لمدة موسم كامل مع المدرب أحمد السعد والذي صعدني للفريق الأول ضمن مجموعة من أقراني وهم سالم باصهي وأحمد كليب ووهيب يعقوب والحسين بلكي وطبعًا نعتبر رفقاء درب في نادي الأمجاد بصبيا.

*- ذكرى مؤلمة أو واقعة حزن في فترة جيلكم؟*

– سأتحدث لك عن الجيل الذي عاصرته في الأمجاد لأن بعض الذين سبق والتقيت بهم في هذا البرنامج قد ألتمس لهم العذر حين لم يذكروا اسم محمد ضيف الله وبعض أقرانه ولم يتطرقوا لنا بخير أو شر ولربما رهبة اللقاءات أو الاستعجال في الحوار وهكذا… فقد كنت مع سالم باصهي وأحمد طامي “كليب”، وهيب يعقوب، زكي العزي، وعدد كثير معنا ضمن الرعيل الثاني في تأسيس نادي الأمجاد ولذلك أود التحدث ببعض النقاط في مجال الذكريات الرياضية حيث قامت معظم فرق الأحياء بصبيا في تلك الفترة بالوقوف الند للند أمام النادي وبأنهم كلاعبين لن يجدوا فرصة للعب في ظل سيطرة جيل باشا ورفاقه ثم محمد ضيف الله ورفاقه على النادي فلهم الكلمة الأولى والأخيرة والانضمام للنادي في وجودهم مضيعة للوقت وهذا الاعتقاد خاطئ ونظرية خاطئة فقد لعب للأمجاد العديد من أبناء القرى وقتها ووجدوا فرصتهم أمثال أحمد إدريس من ضمد ومحمد العاجر وضيف الله شبعاني من الظبية وعبدالرحمن عزي من الحسيني وعدد من لاعبي القرى الآخرين وعلى العكس تمامًا فقد كنا نبحث بأنفسنا عن اللاعبين وجاء من العدايا سنبل هادي وإبراهيم عبده كما انضم لنا يحيى عمودي “البنش” ومفرح شقب ومصطفى عابد فالمجال كان مفتوحًا للجميع وأي لاعب يستطيع أخذ فرصته.

*- هل حز في نفس محمد ضيف الله تجاهل بعض لاعبي الأمجاد وعدم التحدث بشفافية؟*

– نعم.. نعم المفترض الحديث عن جيلنا فقد همشوا هذا الجيل وأغلب أحاديثهم عن النور والتسامي والجيل الأول.. صحيح بأنني لعبت مثلهم بدايةً في الحواري والأحياء ثم الأمجاد هذا كذكرى وعتب وأما الموقف الصعب والمحزن فقد تجرعنا مرارة الألم والخسارة في موقف لا أنساه خلال مباراة لنا في أبها ضد الوديعة فكان الأمجاد مسيطرًا على المباراة سيطرة كاملة ومتقدمين بهدف للاعب وهيب يعقوب ولكن الحكم السوري الشهير “زكريا” مع مساعده حسن الشايع تعمدا احتساب ركلة جزاء ضدنا وقاما بتجيير المباراة بعد ذلك لصالح الوديعة فعشنا وضعًا صعبًا وكان يتكرر باستمرار كلما تأهلنا لملاقاة الوديعة على الرغم من قوة فريق الوديعة يومها ولكن يجد محاباة على حسابنا وأتذكر من لاعبي الوديعة عبدالرحمن الحرقان، يحيى الشهراني، ولد الكودري ولديهم عناصر ممتازة.

*- وماذا عن حديث الذكريات الرياضية الجميلة؟*

– من الذكريات الجميلة بالنسبة لي انضمام الأساتذة محمد البدر خواجي وصالح بن صالح وعبدالله صايغ ومحمد ضيف الله خواجي لنادي الأمجاد والذين أدركوا فترتنا وشكلوا إضافة قوية لنادي الأمجاد في لعبة كرة القدم.

*- هل تتذكر لحظات عالقة في ذهنك عن مسيرتك الرياضية؟*

– تشرفت باللعب ضد نجوم كرة القدم السعودية وقبل ذلك أتذكر بعد احتراف زميلي باشافع في محافظة ضمد بتلك الفترة كذلك تم اختياري للعب في دوري نادي اليرموك الرمضاني باستدعاء من الزميل سعود النعمان آنذاك وهو لاعب رأس حربة معروف في منطقة جازان وحدثت مشادات بعد تعرضي لإصابة متعمدة… كذلك في جامعة الملك سعود بأبها تم اختياري أنا وسنبل هادي وإبراهيم عبده والحسين بلكي وسعود النعمان من يرموك أبوعريش وطارق باعزير من تهامي جيزان وكان أغلب لاعبي الجامعة من شباب أمجاد صبيا ولعبنا ضد كلية العلوم الإدارية ورغم تقدمنا بهدف على فريقهم القوي إلا أن حارس مرمى الوديعة كان حارسًا لنا وتسبب في فوزهم علينا بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد وكان ضمن فريق كلية العلوم الإدارية بالرياض عبدالله عبدربه ويوسف خميس من النصر وعلي الغامدي من الشباب وحمد الجايع وحمد الصايل من نادي الروضة عندما كان في الممتاز… كما لعبت في الرياض في دورة رياضية سداسية لكرة القدم بالجامعة وكنت ألعب ضد عمر باخشوين و رافقت خالد الرويحي رحمه الله… وأتذكر الأستاذ عبدالغني زكري حفظه الله على أيام فريق الطليعة كان يسميني “ساملي” وهو لاعب ليفربول القصير مثلي حتى في البنية الجسمانية.

*- وماهي قصتك مع لقب “دامبي” وأحمد باشا؟*

– كنت أطبق مايطلبه مني مدرب الفريق حسب واقع المباراة حيث تعلمنا من جميع المدربين بأن اللاعب بدون كرة أهم من اللاعب الذي معه الكرة في الملعب ولذلك كلما سلمت كرة للاعب ومنهم أحمد باشا تجدني أفتح زاوية ومكان في الملعب أو أتحرك إلى جواره لمنحه خيارات متعددة في لعب الكرة فكان أحمد باشا على سبيل الفكاهة والضحك والمداعبة يجدني فجأة بجواره في كل كرة فيصيح ما أمداني أستلم الكرة ألاقيك بجواري خذ يا دامبي الكرة طبعًا ينادي بهذا اللقب ممازحًا وذات مرة صاح بصوتٍ عالٍ فهدده الحكم بالطرد بعد منحه الكرت الأصفر ظنًا منه بأن باشا يتكلم على لاعبي الخصم أو الحكام فيرد باشا قائلًا هيا أعجبك يا دامبي فكانت لحظات جميلة ورائعة وذكريات حلوة.

*- هل تتذكر مواقف طريفة أخرى لكم في المباريات؟*

– أتذكر ذات مرة في مباراة لنا ضد فريق الشهيد من محايل عسير وأثناء تمرير كرة للمهاجم الفذ يومها وهيب يعقوب تعرضت للضرب وتعثرت ووقعت على وجهي ودخل التراب في عيني وعندما غسلت وجهي بالماء شاهدت وهيب يحتفل مع الزملاء وفريق الشهيد يلومون بعضهم بعضًا فسألت وهيب ماذا حدث؟!! قال خلاص الكرة قول في مرماهم….. وفي موقف آخر خلال مباراة لنا في الأمجاد ضد فريق حطين وكنت ألعب جناح بجوار دكة بدلاء حطين ولديهم ظهير اسمه حمود الشعبي “كريم عين” ومدرب حطين المصري أحمد رفعت كان طوال الوقت يحذر اللاعب حمود من مجاراة اللاعب وهيب يعقوب فيردد “إوعه يلمك يا حمود” ورددها كثيرًا وبالفعل استلم وهيب يعقوب كرة على الطرف وأخذ حمود على العين المصابة وأحرز هدف فقام المدرب رفعت بغضب شديد يعاتب لاعبه ويقول” مش قلتلك يا حمود… يخرب بيتك يا حمود” فقام اللاعب ورد على المدرب قائلًا : أنت السبب وضحت له كيف يتجاوزني…. فكان الموقف مضحكًا مع بعض الألفاظ النابية التي نترفع عن ذكرها احترامًا للمتابعين.

*- وماذا عن خدمة نادي الأمجاد بالنسبة لك؟*

– شخصيًا أعتبر كل منتمي لنادي الأمجاد منذ تأسيسه وحتى يومنا هذا قد خدموا النادي وساهموا في بقائه واستمراره وجميعهم محبين لصبيا… وللمعلومية فقد سبق ترشيحي لرئاسة نادي الأمجاد في ظل تكتل من بعض المنتسبين للرياضة لإبعاد وإزاحة صديق عمري الأستاذ سالم باصهي من الرئاسة فرفضت ترشحي ورفضت عمل مرحلة انتقالية حتى بعد استعانتهم بوالدي رعاه الله يومها لإقناعي لكني رفضت.

*- السبب في رفضك صداقتك للباصهي؟ أم عدم مقدرتك لتولي رئاسة الأمجاد؟*

– دون مجاملة السببين معًا فالأستاذ سالم باصهي زميل ورفيق درب وصديق خدم النادي ولم تكن لدى المتكتلين أسباب حقيقية لإبعاده عن رئاسة الأمجاد وكذلك بالنسبة لي غير مهيأ لتولي رئاسة النادي ورحم الله رجلًا عرف قدر نفسه وإن حدثت نفسي برئاسة النادي فلن تكون بمؤامرة يجعلونني من خلالها “كبش فداء” لأهداف آخرين.

*- هل تعترف بالفضل لشخصيات دعمت رياضة صبيا بأي شكل؟*

– حقيقة الدعم المادي لا يوجد للأسف أما الدعم المعنوي والتواجد فأعتقد أن أبرز وأشهر من دعموا الرياضيين بصبيا وحفزوهم رغم الظروف الصعبة وشح الإمكانيات في ذلك الوقت فهم محمد عقيلي” الأعوص” والعم هادي أبوعدلة رحمه الله والأستاذ عثمان مدني زكري والأستاذ أحمد حسن كميت والأستاذ محمد حسن قلم والأستاذ محمد حسن مين فقد خدموا النادي واللاعبين وأتذكر صندوق التبرعات الذي نجوب به السوق كل ثلاثاء لدعم نادي الأمجاد فيساهم البعض ويصدنا البعض الآخر لعدم اقتناعهم بكرة القدم.

*- أستاذ محمد تحدثت بأن والدك كان رياضيًا.. لذلك لم يعارض ممارستك للكرة كغيره من الآباء؟*

– نعم لقد كان حفظه الله رياضيًا ومهتمًا جدًا بالرياضة وخاصةً كرة القدم فقد أخذني معه ذات مرة وأنا صغير في السن عندما سافر برفقة الأعوص محمد عقيلي لمتابعة مباراة بين فريقي الأهلي والنصر وبعد ذلك دعمني وشجعني لأصبح لاعب كرة قدم وليس كبقية الآباء الذين يمنعون أبناءهم عن ممارسة كرة القدم وأتذكر بأننا كنا نجلس معه ومع عمي العابد رحمه الله في دكان بسوق صبيا وفي العصر يسمح لي بالذهاب للتمرين وبقية إخوتي وأبناء عمي العابد يستمرون في الدكان لعدم اهتمامهم بكرة القدم حتى في يوم السوق الأسبوعي يوم الثلاثاء يسمح لي بمغادرة السوق لحضور التمارين والمباريات وهذا الأمر شجعني كثيرًا.

*- مارأيك في نادي الأمجاد بصبيا حاليًا؟*

– حسب وجهة نظر شخصية أرى بأن إدارة نادي الأمجاد الحالية تجتهد وتعمل وإن حصلت بعض الاستقالات فلربما بسبب تأخر قيام المنشأة ونتمنى أن تعود منشأة النادي والتي تسبب في ضياعها بعض السابقين ممن خانوا الأمانة وتاجروا بموقع النادي سعيًا لمصالحهم الشخصية والحمدلله أن عادت منشأة النادي وتحتاج وقفة والتفافة لتكتمل وتخدم شباب صبيا ويعود نادي الأمجاد للواجهة.

*- كلمة أخيرة لمحمد ضيف الله في هذا اللقاء مع جزيل الشكر والتقدير لك على هذا الحضور والتواجد في برنامجنا؟*

– أشكر لك هذه المبادرة وحرصك على توثيق الذكريات الرياضية بصبيا وقبل أن أختم حديثي تذكرت موقفًا لي مع اللاعب الكبير شافاه الله وعافاه الأستاذ علي هادي شقيق الأستاذ سنبل هادي وذلك عندما لعبنا مباراة في أبها وخرجنا قبل لاعبي النادي بسيارتي الخاصة على أساس نصل لدورات المياه قبل لاعبي الأمجاد فنغتسل ونصل لموقع العشاء قبل الجميع فسلكنا طريق الخميس بدلًا من طريق صبيا وكلما سألت علي رعاه الله هل الطريق صحيح؟! قال نعم نعم واصل واصل حتى تفاجأت بلوحة شركة كهرباء عسير على طريق خميس مشيط فبحثنا عن طريق عودة ولم نلحق بالشباب إلا في صبيا بعد أن اغتسلوا وتعشوا وسلكوا طريق صبيا ووصلوا ونحن في العقبة بعد ليلة كاملة من الضياع فكان الموقف مضحكًا… وهنا في كلمتي الأخيرة أطالب إدارة نادي الأمجاد بنبذ الخلافات والتقارب والعودة والالتفافة حول الرئيس لأجل صبيا.

زاوية *”الذكريات الرياضية”* نحرص فيها على إبراز كرة صبيا وتوثيق الحركة الرياضية التاريخية في صبيا ونترك للضيف حرية التعبير بما يريد فمن أراد استرجاع ذكرياته فله ذلك ومن ناشد وطالب بعودة الأمجاد والالتفاف حوله فنحن نقف معه ونؤازره وننشر حديثه لأن الهدف خدمة صبيا ونتمنى للأمجاد خاصة والرياضة عامة في صبيا النهوض والتوهج بعون الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى