المقالات

تذروه الرياح

قبل ايامٍ معدودات كنا نعيش في حياة جل اهتمامنا فيها… *ماذا سأكون غدا*

فيها كنا نتنافس فيما بيننا

أيُّنا يعيش في منزل افضل، وأي البلدان سنسافر إليها شَرِيطَة أن تكون هي الاجمل

كنا نتطلع في أعمالنا من الذي سيسبق مِنا ليحصل على المكانة ويصل.
ومن الذي سيحصل على المال الوفير ولابد أن يكون الآخر هو الاقل.

وضعنا الدنيا في قلوبنا حتى امتلأت تلك القلوب حسداً لمن تقدم…وإن كان هو الأَولى

وتمسكنا في حقوقنا حتى تجاوزناها الى حقوق الآخرين ونسينا أن حق البشر لايُغفر ولايُنسى

المهم في حياتنا…
هو تسلية النفس وانقضاء الأوقات دون اكتراث فيما يعود عليها بالنفع او يجر عليها الويلات

والأهم…
أن يشار لها بالبنان، حتى وإن كانت ماتريده وتفعله جهل وضرر ونقصان.

حتى جاءنا هذا الوباء ليُرينا درساً يتساوى فيه…الفقير والغني..الكبير والصغير..الرئيس والمرؤوس.

وكأنه يقول للاهي هيا افعل مايسعد قلبك..إن استطعت إلى ذلك سبيلا.

ويقول للمتباهي هيا سافر وتبضع ليراك المسكين فتؤذي قلبه فلا يرضى عن حاله كثيراً وقليلا

وكأنه يقول لأصحاب المناصب اين الكراسي والحواشي.. واين الأموال التي حولت سيد القوم لنيلها ذليلا.

*واليوم*…
خاف الجميع ملامسة الأموال بالأيدي لعلها تحمل في طياتها الكورونا.
وأُغلقت الحدود…حتى لايسافر عن البلد مسافر لعله بالوباء يرجع ويعود.

انشغل الناس عن متابعة التافهين ممن امتلكوا الساحة والمكانة من الفارغين والمهرجين ومسوقي التباهي والمضللين.

*اليوم…*
أُغلقت المساجد والاسواق، وتدهورت الاعمال وقلّت الأموال، وخاف الناس البلوى من التقارب ومن العدوى.

عندها ضاق الناس من زيادة الحال وكثر القيل والقال وخاف الجميع على النفس والاهل والعيال.
حتى ابتعد القريب وانقطع البعيد

خوفاً من الداء
وخوفاً من انتشار الوباء
وخوفاً من تفشي البلاء.

هنا أقول.. *(أنا وأنت)*

هل رأينا حقارة الدنيا التي كنا نتناحر من أجلها *كيف اصبحت اليوم*.

وهل تيقنّا أن ماكنا نتنافس بشراسة للوصول إليه بالامس كيف اصبحنا نخافه ونخشى *الحصول عليه اليوم*.

هل رأينا أن من كنا نتابعهم دائما، قد أثروا على مجتمعاتنا واخلاقنا وعاداتنا سلباً… *أين هم اليوم*

رأينا الآن…حقيقة أن الوصول السهل للملذات المحرمه بالأمس لربما كان سبباً لحرماننا من كثير مما أحله الله لنا اليوم.

*رسالتي (لي ولك)*

*من الامس…تَعلّم*
أن دوام الحال من المُحال وإذا كنت في نعمة فارعها
*(اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِك)*

*ومن اليوم…تغافل*
فلاحسد ولاحقد ولاتباغض ولاغل
*(فإن الدنيا لاتزن عند الله جناح بعوضه)*

*ومع الغد…تعامل*
بكسب الأوقات وتصحيح المسار وشكر النعمه وأنها من رجاحة القلب والعقل
*(وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)*

*وأخيراً*…مماعلمتني الحياة
*(مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ)*

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى