الحوارات

بلال .. صبيا تمتلك إرث رياضي قديم

أمنيتي تقديم تضحيات لصبيا وأهلها

صبيا تاريخ رياضي قديم وكرة القدم فيها حديث المجتمع منذ عشرات السنين وقد حرصنا في برنامج الذكريات الرياضية على تناول واسترجاع مايمكن استرجاعه واستعراضه في منصات التواصل ومواقع الصحف عبر شخصيات رياضية ساهمت في رياضة صبيا… اليوم ضيفنا لاعب وحكم من قلب صبيا بدأ في فريق “الطليعة” أحد الفرق الشهيرة وبالصدفة صار حكمًا فتألق وواصل مسيرته في ملاعب صبيا كأحد حكام كرة القدم البارزين هنا في حوارنا معه تغزل بصبيا مدينته التي يعشقها وأثنى على أهلها واستعاد بعض ذكرياته عن الكرة ونجومها اللامعين… ضيفنا هو الأستاذ يحيى هادي بلال ندعوكم للاستمتاع بأحاديث الذكريات عن جانب من جوانب كرة القدم بمحافظة صبيا عبر هذا الحوار.

– بدايةً نأمل أن يتعرف المتابعون عليك؟

– يحيى هادي بلال من مواليد محافظة صبيا وأسكن فيها منذ ولادتي وأعمل في فرع الزراعة بصبيا وأمضيت ٣٩ سنة في الخدمة لدي ولد واحد اسمه “عبدالله”.

– أول فريق لعبت له في حواري وأحياء صبيا؟

– أول فريق لعبت فيه هو فريق الطليعة من أشهر فرق صبيا حيث تأسس في عام ١٣٩٧هـ تقريبًا وساهمت في تأسيسه مع مجموعة من أبناء الحي ومنهم “أحمد كعمان، صالح حسان، عبدِالله رزيقي”.

– ماهي أجمل ذكرياتك الرياضية؟

– أجمل ذكرياتي الرياضية كانت عام ١٤٠١هـ بعد فوزنا على فريق البديع والقرفي في نهائي بطولة الزمالك بضمد وكانت البطولة تضم فرق قوية مثل الفريق المنظم الزمالك والإتفاق والشباب من ضمد واليرموك من أبوعريش والرمح الأسود من جيزان وفريقنا الطليعة آنذاك يضم مجموعة من اللاعبين من أبرزهم عيسى حمود سرحان ومحرق العابد وأحمد كعمان ومحمد صالح با شافع ووحيد الصم والمرحوم محمد الفاتح السوداني وزميله كذلك عوض مقيم سوداني في حارتنا وكانت مرحلة رائعة من أجمل محطاتي الرياضية ومراحلي العمرية في مجال كرة القدم.

– الذكرى الأسوأ في حياتك الرياضية؟

– مشوار أي رياضي يكون فيه الفوز والخسارة وهذا أمر طبيعي ولكن أسوأ مايواجهه اللاعب وخاصةً لاعب كرة القدم هو الإصابات الرياضية وهذا ماحدث معي فقد تعرضت لإصابة تمزق في الأربطة أبعدتني عن الملاعب عام كامل وبعد العودة لم أتمكن من استعادة مستوياتي السابقة بسبب الخوف من تجدد الإصابة.

– أبو عبدالله كيف تحولت من لاعب إلى حكم كرة قدم؟

– تحولت لحكم كرة قدم بالصدفة عندما دفعني الكابتن أحمد زرير بشكل مفاجىء لقيادة مباراة قوية في دورة رياضية كان هو المنظم لها حيث تأخر حكم المباراة وكوننا نلعب وقت العصر فالوقت محدود وضيق فطلب مني الكابتن أحمد زرير أن أقود اللقاء كحكم وبعد المباراة أشاد بأدائي الفريقين والجمهور وأصبحت بعدها حكم في أي بطولة ينظمها إبراهيم قصير أو أحمد زرير وكذلك في بطولات أخرى ومباريات مختلفة بصبيا.

– رأيك في كرة القدم بأحياء وحواري صبيا أيام زمان؟

– كانت كرة القدم هي حياتنا ومتنفسنا الوحيد فقد كنا ننتظر صلاة العصر على أحر من الجمر كي يسمح لنا أهالينا بالخروج إلى الملاعب لممارسة كرة القدم وكانت الحركة الرياضية نشطة في جميع أحياء صبيا وقراها.

– هل لك علاقة بنادي الأمجاد بصبيا؟

– ارتبطت بنادي الأمجاد بمحافظة صبيا عندما استعان بي الأستاذ جبريل باصهي كإداري لفئة الشباب والناشئين وللمساهمة في اكتشاف المواهب واستقطابها للنادي ولكن لم أستمر لعدم قناعتي بأفكار الإدارة في ذلك الوقت… وهي التجربة الوحيدة لي بنادي الأمجاد.

– متى انقطعت عن الرياضة وكرة القدم في صبيا بصورة نهائية؟

– انقطعت عن الرياضة وكرة القدم بصبيا بشكل نهائي عام ١٤٢٨هـ.

– أسماء مؤثرة في رياضة صبيا حسب رأيك الشخصي؟

– تابعت وعاصرت لاعبين مميزين بصبيا ومنهم الأستاذ علي عامري رحمه الله وعلي ياسين ومحمد صالح باشافع واستفدت منهم كما تابعت قبل ذلك نجوم بارزين أمثال عبدالله صايغ ومحمد البدر وحسن ضيف الله من فريق النجوم وكذلك أتذكر لاعبين خدموا فرقهم التي لعبوا لها واشتهروا بصبيا أمثال عقيل جابر عطيف وحمد يماني رحمه الله وتوماس من الرمثا وسلمان جابر ومغبش جابر وبرونو وشقيقه مبارك من كاظمة وعصام صديق وعبدالحكيم حلواني من البرازيل ومن الطليعة موسى فتيني ومحمد الفاتح وأحمد كعمان وأيضًا من العدايا إبراهيم عبده وسنبل هادي وعلي حسن عطية وعدد كبير من الأسماء التي ساهمت وأثرت في رياضة صبيا ولكن قد لا تحضرني الأسماء أو تسقط بعضها سهوًا وكذلك جاء جيل آخر بعد هؤلاء أبرزهم محمد الحسين خواجي ومحمد القحطاني من فريق العربي.. وليعذرني الجميع إن غابت أسماء عن ذاكرتي الآن فصبيا مليئة بنجوم كرة القدم الذين ساهموا بقوة في تاريخها الرياضي.

– أشهر فرق كرة القدم بصبيا على أيامكم؟

– كانت هناك فرق قوية وبينها تنافس كبير وأقواها النجوم فريق منظم جدًا وفريق الطليعة وفريق كاظمة وفريق الرمثا قبل أن تظهر فرق البرازيل والطيور والقادسية وكذلك السعودية والمحترفين الذي تحول للرجاء والتعاون وكانت فرق قوية وبينها تنافس كبير وحاليًا أعتقد أبرز الفرق هو فريق العربي بصبيا الجديدة والذي منذ تأسيسه وهو ينافس داخل وخارج محافظة صبيا.

– شخصيات أو أسماء تركت أثر في حياتك الرياضية أو حياتك العامة؟

– الشخص الذي ترك أثر في حياتي بصفة عامة هو والدي رحمه الله.. و رياضيًا تأثرت كثيرًا بالأستاذ علي عامري رحمه الله والكابتن محمد صالح باشافع وعلي ياسين وأحمد باشا وعبدالله زايد عسيري وكحكم كنا مجموعة تكاملية أنا والأساتذة عيسى خديوي وغازي طماح وهادي غاوي وعبدالله مكرمي وأمضينا فترة طويلة في تحكيم مباريات كرة القدم.

– ماذا تعني لك صبيا بصفة عامة؟ وماهي أحلى ذكرياتك عنها وعن أهلها؟

– صبيا هي مدينتي وعشقي الأبدي فيها ولدت وتعلمت ومنها خرجت إلى الحياة وأتمنى أن يوفقني الله لخدمتها وتقديم تضحيات لها ولأهلها.

الذكريات الجميلة متعددة ولكن أتذكر في إحدى المرات ومع تشوقنا للحضور عصرًا للملعب ولعًا بكرة القدم كنا نجلس تحت ظل “عرج” شجرة السدر وخرج لنا ثعبان كبير ومعنا لاعب اسمه عمر المصري شديد الخوف ومن شدة خوفه هرب يجري من الملعب وصادف مرور امرأة في الطريق فتعلق بها من شدة الخوف والفزع فكان الموقف مخجلًا ومضحكًا في نفس الوقت وظللنا لسنوات نتذكر الموقف ومايزال عالقًا في ذاكرتي وكيف كنا نتعامل ببساطة مع بعضنا ونتسامح عند حدوث خطأ أو تجاوز غير مقصود.

– كلمة أخيرة لك في هذا اللقاء؟

– أشكركم على إتاحة هذه الفرصة للتواجد في زاوية برنامج الذكريات الرياضية لصبيا واسترجاع ذكريات الماضي الجميل ليتعرف الجيل الحالي على أسلافهم وحياتهم الرياضية وكيف كان لصبيا إرث رياضي قديم مع أطيب الأمنيات بأن نشاهد رياضة صبيا ممثلةً بنادي الأمجاد في صفوف الأندية الممتازة… أكرر شكري وتقديري لصحيفتكم على هذه المبادرة الإعلامية.

ختامًا: ودعنا ضيفنا الرياضي الخلوق بعد نهاية اللقاء الجميل والحوار التلقائي والذي تعرفت من خلاله على معلومة جديدة عن كرة القدم في “حي الشماقا” القديم بوسط صبيا وهي حول تواجد لاعبين من الجالية السودانية تواجدوا ضمن أبرز عناصر فريق الطليعة…. بكل تلقائية تناول ضيفنا ذكريات رياضية رائعة وعبَّر عن حبه وعشقه الأبدي لصبيا ورغبته في تقديم التضحيات لها ولأهلها رغم تقدمه في السن.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى