المحلية

الوطنُ خطٌّ أحمر وفلسطين ستبقى قضيتَنا.. عرش “تيك توك” يتداعى بزلزال سعودي والبيان المرتبك “زاد الطين بلّة”

احتاج السعوديون إلى 14 يومًا من الهجوم المكثف ليزلزلوا عرشَ تطبيق “تيك توك”؛ ردًّا على سياسته المتّبعة في حجب المحتوى الوطني؛ في إشارة إلى إزالة عبارات الشكر والتقدير والثناء التي يوجهها أفراد الشعب السعودي لقيادته؛ نظير وقوفها بجانب شعب فلسطين بصفة عامة، وسكان قطاع غزة على وجه الخصوص؛ وهو ما دفع مسؤولي التطبيق في الشرق الأوسط إلى إصدار بيان مرتبك، سعى من خلاله إلى “لملمة” الموضوع، ولكن دون جدوى.

وأجمع مستخدمو منصات التواصل الإجتماعي على أن مقاطعةَ “تيك توك” واجبٌ وطني، وأشاروا إلى أن التطبيق يَكيل بمكيالَيْن في تعامله مع متابعيه، بعدما تعمّد حذف التعليقات الوطنية التي يوجهها المواطنون بحق ولاة الأمر، وخاصة بعد الحملة الوطنية لدعم سكان قطاع غزة في حربهم غير المتكافئة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل أكثر من شهر، ورأى النشطاء أن هذه السياسة ظالمة، وتكشف عن خبث القائمين على التطبيق.

تراجع التقييم
حجب المحتوى الوطني السعودي في التطبيق دفع نشطاء سعوديين إلى إطلاق وسمين جديدين لتعزيز المقاطعة؛ الأول حمل#بيان_التيك_كاذب_وسنقاطع، والثاني #مقاطعة_بثوث_التيك، كردّ فعل طبيعي على ما أسموه بـ”السياسة المأجورة”، وبعدها يتراجع تقييم “تيك توك” على متاجر التطبيقات من “4.4” إلى “4.2” بشكل غير مسبوق منذ انطلاقة.

ويرى نشطاء أن ما أقدم عليه تطبيق “تيك توك” بحجب المحتوى الوطني السعودي، وصمةُ عار في جبين القائمين على التطبيق، تكشف عن نواياهم الخبيثة، وسياسة التلون، وفق أجندة خفية لديهم. وأشار البعض إلى أن التطبيق في الوقت الذي حجب فيه المحتوى الوطني السعودي، ترك الباب مفتوحًا أمام من يتهجّمون على المملكة.

قيم ومبادئ
ودعا نشطاء إلى الاستثمار في بدائل وطنية لمنصات التواصل الاجتماعي، كضرورة لمواجهة محاولات فرض سياسات وتوجهات لا تتفق مع ما يؤمن به المجتمع السعودي من قيم ومبادئ ثابتة، لم تعد محلّ ترحيب لدى الشركات المالكة للمنصات الأجنبية.

ودعا الفنان السعودي فايز المالكي، إلى تفعيل حملات مقاطعة “تيك توك”، ونصح النشطاء بالبحث عن تطبيقات مماثلة، والاشتراك فيها. وقال المالكي في حسابه في موقع “إكس”: “يوجد تطبيقات بديلة للتيك توك ممتازة، وتتصدّر التحميل بالمملكة، جرّبتها بنفسي، وتواصلت مع إدارة أحد هذه التطبيقات وذكروا لي أنهم ينزلون الفيديوهات”.

وقال الناشط علي الغفيلي: “نحن لسنا ضد الشركة الأم في الصين، وإنما ضد المسؤولين عن التطبيق في الشرق الأوسط؛ لأنهم وراء تقييد المحتوى”. وأكد “الغفيلي” أن “مقاطعة تيك توك ضرورة؛ لأنها تكررت مع الكثير من السعوديين”.

بيان مرتبك
وأثار بيان شركة “تيك توك” في الشرق الأوسط حيال دعوات مقاطعة التطبيق في المملكة، حفيظة نشطاء، رأَوا في البيان أخطاء فادحة، تنمّ عن ارتباك القائمين على التطبيق، وعدم استخدام المنطق في إقناع الفئات المستهدفة.

وقال طارق الأحمري -أكاديمي في مجال التواصل: “اطلعت على بيان شركة تيك توك في الشرق الأوسط حيال ممارساتهم المتحيزة في تكييف السياسات وتفسيرها ضد الحسابات السعودية في المنصة، وبعد الاطلاع على البيان؛ أودّ أن أقدم تحليلًا لعلّه يكون درسًا لكل من صاغ البيان، أو تجرّأ وأعطى الموافقة على نشره.. مفاد التحليل رسالة مهمة “السعودية.. خط أحمر”. وساق “الأحمري” ملاحظات على البيان؛ وهي:

– بدأ البيان بـ”لا صحة للشائعات”، وكأن ما يحدث شائعة، ولكنه غير واقعي، وهذا أسلوب دفاعي في البيانات الصحفية يوحي بوجود خطأ لم يتم الاعتراف به، وغابت اللغة باعتزاز استخدام السعوديين للمنصة.

– “نرفض بشدة”؛ هذه ثاني جملة في البيان والرفض هنا أيضًا للدفاع عن الممارسات التي شاهدها ورصدها المستخدم السعودي في “تيك توك” وقدم الأدلة التي لم يقدمها كاتب البيان.

– لم يبدأ البيان بالتودُّد والاعتزاز والتقدير بالمستخدم السعودي، بل بدأ بالرفض والتهديد والاستنكار، وهذا غير جيد في طريقة مخاطبة الجمهور الذي يملك أدلة مقابل جهة تملك حديث غير مسنود ولا مبرر بشكل واضح.

– عاد البيان مجددًا للرفض والاستنكار ولغة الدفاع عن السياسات، وليس من المنطق بمكان أن تكون سياسات تيك توك “المنصة المولودة حديثًا بين أقوى المنصات” هي أفضل من ممارسات “الفيس بوك، ومنصة X، والسناب شات”؛ ولهذا تبرير أن لديهم سياسات مميزة تحافظ على الأمن والسلامة لا يعتبر منطقيًّا أبدًا.

– عاد البيان مجددًا للحديث عن “التيك توك” أولًا متجاهلًا الاعتزاز بالمستخدم السعودي قبل ذلك، وهذا يوحي بوجود نَفَس غير جيد تجاه المستخدمين في المملكة، البيان كُتب بطريقة متحيزة لغويًّا وبنائيًّا، وهذا مؤسف جدًّا.

– عاد البيان للغة الدفاع والتهديد متجاهلًا التعامل بطريقة احترافية مع مستخدمين مهمين في الشرق الأوسط، ويشكلون النسبة الأعلى؛ يقول: “نواصل مراقبة عدد من الادعاءات غير الموثقة ضد منصتنا، ولا يوجد أي مبرر أو منطق لمثل هذا العمل المنسق ضدنا”.

– خُتم البيان وكأن هناك خطأً من المستخدم السعودي في عدم معرفة السياسات واللجوء إليهم رغم وجود ممارسات ملموسة لأشخاص طلبوا إعادة النظر والالتماس لمحتويات بسيطة واعتيادية، وتم رفضها، وهنا يتحدّث التحيز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى