الحوارات

العم راجح… ولادتي بحي الحكامية وعشت في عروج صبيا

الأذان الحجازي أسرني وقلدته

 

ضمن سلسلة الذكريات الرمضانية وبحثًا عن التنوع اخترنا شخصية اجتماعية لها حضور مميز بأحياء صبيا ليكون الحوار عن الماضي مفتوحًا على مصراعيه فتفاجأنا بأن الضيف كذلك مهتم بالرياضة وعاشق نصراوي منذ صغره لكنه ينبذ التعصب الرياضي في تشجيع كرة القدم… ضيفنا هو العم “راجح كدم” من سكان حي العروج ومؤذن قديم في أحد مساجد صبيا الشهيرة.

حول ذكرياته الرمضانية وأول رمضان قضاه بعيدًا عن صبيا وعن الوادي ومتابعته للرياضة كان لنا معه هذا الحوار.

– بعد عدد من الشخصيات الرياضية نستضيف شخصية اجتماعية من محافظة صبيا ونرحب بالعم راجح كدم أبوتركي؟

– مرحبًا بك يا سالم وأهنئك بالشهر الفضيل وأشكر لك هذه الاستضافة في برنامجكم الجميل… وأود إخبارك بأنني كذلك رياضي ومشجع نصراوي ومتابع لكل الفرق ومن زمان.

– هل أنت مشجع متعصب؟

– أبدًا فعشقي لفريقي النصر منذ الصغر ولكن دون تعصب وأتابع كل الفرق.

– واجهة حي الحكامية مكان ولادتك هل يذكرك ببعض الذكريات الرمضانية القديمة؟

– هذا حي المركز الأسفل كما يسمى قديمًا أو الحكامية كنا صغارًا لكننا نصوم مجبورين فلا خيار آخر أمامنا لا توجد ثلاجات أو تموينات كبيرة مثل هذه الأيام ولكنني أتذكر بأننا في مرحلة الطفولة قبل سن الدراسة كنا نبحث نهارًا عن بقايا الأطعمة في التنور أو أي إناء شوربة لنأكل شيئًا نسد به جوعنا خلسة دون أن ينتبه لنا الوالدين.

– متى بدأت كمؤذن؟ وماهي الذكرى العالقة بذهنك حول هذا الأمر؟

– قلبي معلق بالأذان كطفل مسلم بالفطرة وكنت أذهب لمسجد الشيخ الباصهي لكي أُصلي… لكن تعلقت بالأذان أثناء عملي في جدة عند سماع أصوات المؤذنين أمثال علي ملا وحسين الخضري وغيرهما من مؤذني الحرم وكنت أقلدهم وبمجرد عودتي لصبيا تقدمت لفرع وزارة الأوقاف والمساجد ومنحوني الفرصة وأجازوا تعييني مؤذنًا حتى يومنا هذا.

– أثناء هذه الجولة في صبيا ماذا يتبادر لذهنك غير سوق الخضار الذي نراه الآن قبل أربعين أو خمسين سنة؟

– هذه الأماكن كلها كانت عبارة عن وادي كبير جدًا وفيه ملاعب وأماكن نتسلى ونجلس بها ولا وجود لسوق الخضار في ذلك الوقت وأتذكر كثرة العروج وهي أشجار السدر وكذلك كنا نتابع هنا صناعة الفخار والتنانير وجرار الماء من الطين ونستمتع بهذه المشاهدات.

– بما أنك رياضي ومتابع كما ذكرت فماذا تتذكر من رياضة صبيا؟

– نعم الحمدلله أتذكر فرق النور والتسامي أيام أحمد باشا ومنيع حساوي رحمه الله وأسماء أخرى لا أتذكرها.

– هل شاركتهم اللعب في تلك الأيام؟

– لست ذلك اللاعب الماهر أو المتميز فإن وضعوني حارس تدخل الأهداف بسهولة خمسة ستة عادي وإن لعبت قلب دفاع فلا أرد أحد.

– موقع جلسات المتقاعدين في صبيا كيف بدأت الجلسة؟ وكيف التحقت أنت بالجلسة؟

– الفكرة بدأت بوجود هناجر السوق القديم بوادي صبيا والذي جمعنا بالزملاء القدامى تلقائيًا وجاء هدمه وإزالته في البداية عن طريق الخطأ.. وقهوة عبدالله الصم كانت أعلى الوادي حتى جاء الأستاذ عبده كابوس ونقل الصم برغبته لهذا الموقع وأصبحنا نجلس فيه كل صباح في الأيام الاعتيادية وكل مساء في رمضان وهذا العام التزامًا بالحظر لم نعد للجلوس هنا.

– كابن من أبناء صبيا وعاشق لهذه المدينة مهما تقدم بك العمر ماذا تتمنى لصبيا؟

– قديمًا لم يكن لدينا أي وسيلة ترفيه في السبعينات والثمانينات لا نعرف سوى الإذاعة والآن الحمدلله تغيرت صبيا كثير وتوفرت فيها مقومات الحياة وإن لم تكن أشياء طاغية في التطور والجمال لكنها نعمة والحمدلله.

– كيف تقضي وقتك مع الحظر؟

– شيء بديهي أن نتأقلم مع التعليمات والإجراءات الاحترازية لكي نواكب قرارات حكومتنا ونحفظ أنفسنا بعون الله.

– نود سماع حديث الذكريات عن تجربتك العملية؟

– الله ذكريات حلوة ورائعة وأيام لا تُنسى والحمدلله حصلت على شهادة الصف السادس عام ١٣٩٦ أو ١٣٩٧ هجرية تقريبًا وجاء أمر الملك خالد رحمه الله بفتح المعاهد العسكرية حول خمس معاهد ومنها معهد المرور وكنت أحمل ملفي للتقديم في المرحلة المتوسطة بينما داخل نفسي أمنية السفر فعرضت الفكرة على عدد من الزملاء منهم عميش خواجي حساني فرج وعمر عطار والسندي وعبدالولي وكثير من الشباب ولحق بنا عبده الشنقيطي رحمه الله ومن الحسيني علي أحمد قاضي وسافرنا عن طريق أبها للرياض ورحلة شاقة تسافر الصباح تصل العصر بالطائرة بسبب التنقل ورحم الله شاكر إدريس زكري فقد كان له الفضل بعد الله في قبولنا حيث كان يعمل برتبة رائد في شرطة المرقب بالرياض واحتجنا معرف لنا حتى لا نهرب من العسكرية فيما بعد فلجأنا له وعرفناه بأنفسنا فقال طالما أنتم من صبيا فأنا معرفكم وهذا خطاب لكم جميعًا وكان عددنا ستة وبعد ذلك هرب الجميع وواصلت لوحدي وبعد فترة نقلوا دورتنا التدريبية للطائف بالحوية وأتذكر بأنني وقتها صمت أول رمضان خارج صبيا ولكن في أجواء باردة ورائعة ولطيفة لا تشعر فيها بتعب الصوم وكنا نستلم مكافأة مقدارها ٤٥٠ ريال فلا نحتاج لها لأن كل مانريده متوفر بفضل الله في المقر التدريبي وجاء بعد رمضان شوال فسمحوا لنا بإجازة ومنحونا مبلغ ثلاثة آلاف ريال وكانت كثيرة وقتها ونزلنا جدة ثم ذهبنا للحج وتعينت بعدها في جدة وحدثت قصة جهيمان في الحرم وبتوفيق الله كنت ضمن قوات رجال الأمن التي ساهمت في دحره.

– متى عشقت النصر أيها الرياضي العاشق؟

– كنت أسمع في إجازة دورة المرور عن ماجد وتوفيق المقرن وسالم مروان وعبدربه وأسماء أخرى قبل ظهور الهريفي ومحيسن ويوسف خميس في الإذاعة فتولعت بهذه الأسماء ورغبت في زيارة نادي النصر فحاولت الدخول ولكن الحراس يمنعون دخولي فكررت الذهاب حتى صادفت ذات مرة شخص اسمه طلال الفرج من منسوبي النصر فسألني عن سبب تواجدي وعندما عرف بأنني من منطقة جيزان وجئت لمشاهدة لاعبي النصر رحب بي ومنحني كرت عضوية يخولني بدخول النادي في أي وقت وذلك عام ١٣٩٧هـ تقريبًا فدخلت واستمتعت كثيرًا بمشاهدة اللاعبين وأصبحت في كل فرصة أذهب من جدة إلى الرياض لزيارة نادي النصر.

– نشكر لك هذه الدقائق وبما أنك رياضي قديم وعاشق نصراوي فماهي نصيحتك للمشجعين المتعصبين؟

– نصيحتي لنفسي أولًا ثم لكل متابع ومشجع رياضي ابتعدوا عن التعصب فلا فرق بين هلالي أو نصراوي ولا أهلاوي أو إتحادي فلماذا ألاحظ بعض الأهلاويين يتمنون تعثر الإتحاد مثلًا… كذلك لاحظ كيف تعثر الشباب بهبوط فريق الرياض وكذلك تنابز الألقاب بين طواقي وفقراوي فلماذا لا نحترم بعض ونلتزم بالتشجيع المثالي؟ وأخيرًا أشكر لكم هذه الفرصة واستضافتي ولنا لقاء بعون الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى