المقالات

الزائر الذي أصبح سفيراً !!

منذ أن شغلتُ موقعًا يمنحني صلاحية الاتصال والتواصل مع الخارج .. وتحديًدًا مع العالم العربي وكم بذلت من جهود كبيرة  لدعوة الإخوة العرب بزيارة فلسطين وما لهذه الدعوة العديد من الأسئلة والاستفسارات والمتعلقة تحديدًا في الدخول والخروج إلى الأرض المحتلة وما لدي من معلومات ودراية في هذه التفاصيل وإقناع إخواننا العرب في أن زيارة السجين لا تعني زيارة السجان.

وما تلك الخلفية التي لديهم ضمن مفهوم أن زيارة فلسطين هي تطبيع .. وأسئلة متعددة حول المرور والجوازات وأختام الدخول والخروج وكنت أشرح كل التفاصيل وأمارس   الإقناع والتحفيز ونجحت كثيرًا مع البعض وآخرين سيطر عليهم الرغبة الممتنعة!

تشرفت فلسطين باستضافة الكثير من الإخوة العرب على أرض فلسطين وفي ظل ذلك الجبل الشامخ اللواء جبريل الرجوب والرعاية السامية لفخامة الأخ الرئيس محمود عباس، كنت أشعر بالسعادة  الكبيرة حين تخرج الموافقات .. والسعادة الأكبر حين يتحقق  الأمر و يطأ أرض فلسطين ضيوفنا العرب ففي ثلاثة أحداث متلاحقة كنت المكلف بالتواصل والمتابعة للضيوف ففي المرة الأولى تشرفت باستقبالهم بنفسي والمرتين الثانية والثالثة كنت أدير الأمر كله وبتفاصيله ولكن من قلب مدينة غزة المحاصرة دون التمكن من استقبال ضيوف فلسطين.

في المرة الثالثة تحديدًا تمكنا بفضل الله من استضافة قرابة ١٥ أخًا عربيًا وكان العدد الأكبر بالنسبة لنا مقارنة مع الأولى والثانية وذلك  حين عقدنا مؤتمرنا الوطني الأول وجميعهم  قامات عربية كبيرة سعدنا جدًا بهم وبتأثرهم وغادروا جميعا ومنهم من عقد المؤتمرات والندوات ومنهم من وثق ومنهم العديد من  قاموا بأعمال رائعة بعد العودة  توثق أهمية الزيارة .. وأوجه لهم الشكر.

ولكن لفت نظري جهد مضاعف لضيف عربي   كتب قرابة الثمانية مقالات عن الزيارة وسرد تفاصيلها وفي كل مقال رسالة كبيرة بين السطور كانت مقالاته المتعاقبة تحمل عنوان  يحمل معاني كبيرة (الطريق إلى القدس) وقد تسلسلت المقالات من 1 إلى 8 تلك المقالات كانت تخاطب الجميع ولكنها تخص أهل الخليج عمومًا ولا سيما دولة الكويت وكانت تنشر بشكل دوري في في صحيفة الشاهد الكويتية و بعض المواقع ووسائل التواصل الإجتماعي .. وتتحدث عن مواضيع  أرى بأنها من أهم المواضيع لا سيما الفهم الصحيح لكلمة تطبيع محور المقالات الثمانية وحول تشجيع  الزيارة لفلسطين بالتعاون مع السلطة الفلسطينية و شد الرحال إلى المسجد الأقصى.

استمر هذا  النبيل العربي في الكتابة والكتابة بعمق حول مدى تأثره في الزيارة متحدثًا عن محافظات فلسطين .. لقد عنون مقاله حول الطريق إلى القدس وكأنه يصنع دليلًا إرشاديًا  يشمله التشويق في جانب والواجب العربي  في عدة جوانب أخرى كنت آخذ المقالات وأنشرها بين الأصدقاء وأسمع ردودهم  الإيجابية والتفاعلية مع فحوى كل مقال .. و أحد المقالات دخلنا في حوار كبير بيننا وكان حول مدى أهمية زيارة إخواننا العرب إلى فلسطين وما بين دعوات الدولة الفلسطينية لذلك وما تحمله هذه الزيارات من أهمية تعود لفلسطين بفعل الزائرين الذين يتحولون إلى سفراء لفلسطين والقضية ويتصدرون كل مشاهد الدعم والمساندة لفلسطين وأهلها.

ختامًا : كاتب المقالات الثمانية هو أحد النبلاء من دولة الكويت شخصية واعية ومثقفة لأبعد الحدود له من الأبناء المهندس وضابط الأمن  فهُم رسالته إلى المجتمع في حسن التربية والتعليم لطالما تحدثنا مطولًا وتناقشنا  كثيرًا  .. جاء إلى فلسطين ولم أتمكن من لقائه ذهبت إلى الكويت وللأسف كان هو خارج الكويت أيضًا ولكن المحبة والروح العربية والنضالية قد سيطرت على مشاعرنا إنه رجل عروبي ومن الطراز الرفيع والمنتمي بعمق إلى عروبته ودينه هو ذلك الزائر الذي أصبح سفيرًا لدولة فلسطين سفيرًا للوجع الفلسطيني .. سفيرٌ بقلمه الذي كتب ثمانية مقالات بعنوان الطريق “إلى القدس” فهو ذلك النموذج الرفيع في التأثير ونقل الصورة الحقيقية التي لطالما اجتهد الإعلام الفلسطيني في إيصالها ولكن بالتأكيد ليس كما نقلها ذلك العربي العروبي التفاعلي قلمًا وصورة الذي نشأ وتربى في كنف والده وهو رجل مهيب علمه حب فلسطين منذ الصغر وحفّظه قصيدة عبدالرحيم محمود “سأحمل روحي على راحتي” عندما كان في السابعة من عمره وقصيدة أخي جاوز الظالمون المدى .. إنه من أسرة عربية شامخة غُرس فيها حب فلسطين والانتماء لها ..إنه أخي و صديقي الذي لم ألتقيه بعد..  و قد أصبح الآن سفيرًا لفلسطين الوطن والوجع والقضية ..  ذلك العملاق هو فيصل خزيم العنزي الأمين العام للاتحاد الكشفي للبرلمانيين العرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى