المقالات

الإنسان أولًا واختلاف حج ٢٠٢٠

قال تعالى (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)(27)
الحج من الفرائض التي فرضها الله لنا لمن استطاع إليه سبيلا , يأتي الناس للحج من كل بقاع الدنيا مستجيبين لمناداة الله الحج عرفة يوحد الحج القلوب والأرواح بين الناس يحج الفقير مع الغني والرئيس مع الخادم تتألف القلوب والهدف واحد التقرب من الله سبحانه وتعالى وتقوى القلوب وأهم الأهداف هِيَ مغفرة الذنوب والعتق من النار والرجوع من الحج كمن ولدته أمه كما قال الرسول صلى الله وعليه وسلم ( منْ حجَّ فَلَم يُرْفُث، وَلَم يفْسُقْ، رجَع كَيَومِ ولَدتْهُ أُمُّهُ) .

اختلف الحج ولأول مرة من بين كل السنين على جميع المسلمين تناقص أعداد الحجاج وزوار بيت الله الحرام تشتاق منى لحجيجها ولصوت التكبيرات يفتقد الحجاج لرمي الجمرات والتكبير والتلبية لله سبحانه وتعالى يفتقد الناس زيارة بيت رسول الله تدمع القلوب شوقًا لهذه الأيام اختلفت علينا أحاسيس وشعور هذا الحج بسبب جائحة كورونا وَسَمِّي الحج بالحج المختلف في هذه الأيام تتكون فرق تطوعيه يأتي البشر لخدمه ضيوف الرحمن تتسابق فيه أرواحهم في الأجر يسعون لكسب محبة الله تمتلئ أفواههم بالابتسامة يخدمون عباد الله بنفس راضية مطمئنة واثقة من رضا الله عليهم ينسون فيه أيامهم ويلجئون لهذه الخدمة يسعى العباد لكل الأعمال الصالحة من يتصدق ومن يذكر الناس بذكر الله ومن ينوي نية اَلتَّغَيُّر والقرب لله والإحسان للروح التي يتملكها ويتفق كل من أتى لهذا المكان الطاهر بقول وتكرار لبيك اللهم لبيك ,لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك تتعاظم فيها النفس وتمتلئ السماء بذكر الله يتطهر العباد إن شاء الله الرحمن من ذنوبهم ولكن اختلف الحج ولا يختلف الأجر فكل الأيام العشر يغفر الله بها الذنوب ويصفح عن العباد فالحج عرفه هنيئا لمن يكتسب هذا اليوم الفضيل بالدعاء والإلحاح إلى الله والرجوع والتضرع إليه هنيئًا لمن يقول له رب السموات والأرض قد غفر ذنبك ومحيت خطيئتك وجعلتك من المعتوقين من النار هنيئا لكل من ترك أوهام الدنيا ومشاعر الغفلة وأقبل على الله فوالله لا يوجد يوم أعظم وأطهر من يوم عرفة.

وبالرغم من تناقص الأعداد وازدياد عدد المتشافين إلا أن الخوف لازال يواجه العالم بأكمله فحفظ النفس من واجب كل إنسان ولا يتم التساهل فيها فمن تخطيط المملكة بأن يتم أخذ أعداد محددة وتكون من الداخل وستبذل مملكتنا كل مجهوداتها في رعاية حجاج بيت الله وضمان صحتهم باتباع التباعد والالتزام بتنفيذ الإجراءات الوقائية ويكون الإنسان أولًا وأخيرًا ويجب علينا حمدالله على هذه النعمة نعمة استجابة دعواتنا وتحقيق أمنياتنا في يوم عرفة ولا نتذمر بسبب الجائحة وإنما نشكر الله عليها ثم وطننا الذي جعل الإنسان أولا والذي اهتم بأدق التفاصيل في حمايتنا باتباع الإجراءات , شكرًا لوطننا لمملكتنا العربية السعودية.
وندعو الله بأن يرفع هذا البلاء عن هذه الأمة ويكف عنّا كل شر”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى