المقالات

أطفال التوحد مخترعين و علماء

تحتضن كل أسرة مجموعة من الأطفال يختلفون في القدرات و التفكير و الشخصية و قد يكون من بينهم العالم و المثقف و المخترع و غير ذلك ..
ومن مبدأ الفرق بين العالم و المثقف أحب أن أبدأ حديثي بالتعريف بكل منهما بشكل مبسط
فالمثقف : هو من يعرف شي عن كل شي
و العالم : هو من يعرف كل شي عن شي
و كذلك هم التوحديون : مثلهم مثل العالم و نحن مثلنا مثل المثقف .

لقد ركز الله سبحانه قدراتهم العقلية في مجال واحد معين و بلغوا فيه من الإبداع و النبوغ والذكاء الحاد و كان ذلك على حساب قدراتهم العقلية في المجالات الأخرى، لذلك هم انطوائيين و انعزاليين و غير ناجحين في التواصل مع الناس و في جميع النواحي الاجتماعية .

إن المخترعين في العالم دائماً تتوافق اختراعاتهم أثناء الحروب العالمية لأن الحاجة هي أم الإختراع و معظم هؤلاء أو أغلبهم توحديون و لكن بأطياف مختلفة للتوحد .

فمثلا أديسون مخترع مولد الطاقة الكهربائية توحدي و نيوتن الذي قامت الحضارة على نظرياته العلمية توحدي وكذلك أنشتاين عالم الفيزياء المعروف و التي بنيت كثير من النظريات الحديثة على نظرياته .

أيضاً ويعد الموسيقار الشهير موزارت من أكثر المشاهير الذين تأكد إصابتهم بالتوحد من خلال دراسة الرسائل بينه وبين أفراد عائلته، فقد عانى من تعبيرات الوجه المتكررة، وكان دائم تحريك يديه وقدميه، وكان يقوم بتصرفات غير مبررة أو مفهومة عندما يغضب.

و كذلك نيكولا تيسلا المخترع الأمريكي الشهير ومهندس الكهرباء والمهندس الميكانيكي والفيزيائي ، المعروف بمساهماته فى تصميم نظام التيار الكهربائي المتناوب الحديث، و الذي اعتبر في مستوى ذكاء أينشتاين كان غريب الأطوار جدا وكان جيدا فى الحفاظ على العلاقات مع الناس، إلا أنه كان غريبا فى تفكيره فهو لم يدخل أبدًا غرفة كان عددها قابلًا للقسمة على ثلاثة، وأظهرت تفاصيل حياته اليومية الروتينية بعض العلامات البارزة على مرض التوحد.

فهل لنا أن نتخيل العالم من حولنا بدون ما ذُكر من اختراعات ؟؟
و هذا ما يجعلنا نعرف قيمة و فضل أطفال التوحد علينا وليس فضلنا عليهم و لرب العزة و الجلال حكمة في إيجادهم بيننا و لذلك قد تحتضن أسرة كنز يجب أن تعتني به و تشكر الله على نعمه وجوده بينهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى