يسألون إلحافا

لا يكاد أن يعبر إنسان بسبيل يقصد ضربا في الأرض حتى يشاهد منظرا يستوقف كل سائر وعابر…. عند إشارات المرور الضوئية، وفي المساجد، وعلى الأرصفة، وداخل المحلات، قل عنه منظر ،أو ظاهرة، أو قل عنه وباء، أو حتى داء. فالتسمية لاتهم بقدر مايهم حجمها وعظمها.
لأن الأمر جاوز مداه وغاب من حمل مسؤولية ردعه إن لم تكن مسؤولية وأده.
أحدثكم عن تفشي ظاهرة وباء التسول والمتسولين وغياب دور الجهات الأمنية و الرقابية و الدور التوعوي عبر الإعلام ومكاتب الدعوة والإرشاد ممثلة بأئمة وخطباء الجوامع والدعاة الذين كرسوا أغلب محاضراتهم لأحوال وأهوال الآخرة..وتركوا النصح والتوعية بأحوال الدنيا التي منها يتزود العبد لأخرته….
منظر في إشارة المرور، تفاصيله إمرأة تحمل رضيعا لم يبلغ الفطام تحت أشعة الشمس وفي حرارة الظهيرة تستجلب به عطف المارة بثمن بخسا لا يساوي جبروت الرؤوم على وليدها ولا خدش كرامة مدرسة الأجيال.
ومناظر في الأماكن العامة تبين عن رجال ونساء اقتسموا جهات الأماكن ولازموها صباحا مساء. سيماهم في هندام وظيفتهم وفي تصنعهم العاهات وادعائهم الأمراض يستدرون شفقة من يلقاهم ليظفروا بما يخرج من مخابئهم..
وآخرون تجرؤا على بيوت الله إذ أقاموا الصلاة في الصفوف الأولى وما إن تنقضي الصلاة حتى ينهضوا مسرعين من مصلاهم ليبلغوا عن حاجتهم كل من في المسجد بأيمان مغلظة وتباك فاضح لايستحيون من الله مما يفعلون، يتخطون الرقاب لينتظروهم عند باب المسجد وكأن الأمر أصبح أن يدفع المصلي جزء من راتب المتسولين في هذا المسجد.
نعم تجرؤا على المساجد وهي لم تبنى للبيع أو الشراء أو السؤال عن الضالة وإنما بنيت للصلاة والذكر..
تجرؤا على المساجد في يوم الجمعة وهو أفضل يوم وما رعوا لأيهما حرمة.
التسول أصبح مهنة اتخذها وافد او منظمة لايعلم من تتبع ولمن تكون في ضل غياب الدور الميداني للجهات الرقابية ،وغياب التوعية الدينية والإجتماعية والإعلامية بخطورة التسول..
فوجوب محاربة هذه الظاهرة..اصبح لزاما على المواطن قبل المسؤول و على فرع وزارة العمل والتنمية الإجتماعية أن تستحدث مكتبا لمكافحة التسول للحد من الظاهرة المستشرية في المنطقة كما أن على إمارة المنطقة التحرك الفعلي لمعالجة هذا الوباء وإستئصاله……فقد صار حديث الشارع من منطلق المثل السائد اذا غاب القط ألعب يافأر
يقول الله سبحانه وتعالى(وأما السائل فلا تنهر)
فبعض الناس يغدق على المتسولين وفي ظنه أنه يقيم شعائر هذه الآية والحق أن ليس المتسول أو ليس كل متسول مسكينا.
بل إنه في هذه الآية تبيان لكيفية رد المسكين وذلك باللين والرحمة دون غلظة.
والأمر الآخر الذي لابد أن يفهمه المجتمع ويجب أن يشاع فيه أن الصدقات قد تصبح وبالآ إن كان من بين المتسولين من يتبع كيانات أو تنظيمات عدائية.
وحيث السواد الأعظم من المتسولين من المخالفين لأنظمة الإقامة والعمل، والجهات الأمنية تعمل ليل نهار لإنجاح حملة وطن بلا مخالف فحري بإمارة المنطقة ان تعمل وتساهم مع الجهات الأمنية للحد من ظاهرة التسول والمساهمة ولو بجزء يسير لإنجاح هذه الحملة.
يقول الله سبحانه وتعالى موضحا المستحقين للصدقات(للذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وماتنفقوا من خير فإن الله به عليم)..