شاهد : المعزون قطعوا مسافات طويلة سيراً على الأقدام للعزاء في الفقيد “أبو نقطة المتحمي”.
بعد أن شيعت محافظة محايل عسير ومنطقة عسير أمس الثلاثاء فقيدها وفقيد الوطن محافظ المحافظة المحبوب محمد بن سعود أبو نقطه المتحمي، والذي استشهد في سقوط الطائرة المنكوبة التي كانت تقلّه وسمو نائب أمير منطقة عسير الأمير منصور بن مقرن بن عبدالعزيز آل سعود وعدد من المسؤولين بالمنطقة ، بعد أن أنهو جولة كانو فيها على ساحل عسير البحري.
وفي ظهر اليوم الأربعاء التاسع عشر من شهر صفر من العام الحالي ألف وأربعمائة وتسعة وثلاثين للهجرة بدأت أسرة محافظ محايل عسير الشهيد الشيخ محمد بن سعود أبو نقطة المتحمي في تمام الساعة الثانية من ظهر اليوم استقبال المعزين بمركز طبب مسقط رأس الفقيد ، وشهدت الطرقات المؤدية إلى منزل أسرة الفقيد، ازدحاماً كبيراً للمركبات امتد لكيلو مترات مما دفع بالمعزين إلى السير على الأقدام لمسافات طويلة للوصول إلى مقر العزاء لينتظموا في طوابير طويلة قبل أن يؤدوا واجب العزاء.
وقد تقدم وفد محافظة محايل عسير وكيل المحافظة علي بن إبراهيم الفلقي ومدير شرطة المحافظة العميد عبدالله الزهيري وعدد من القيادات الأمنية والعسكرية والمدنية، صفوف المعزين، فضلًا مشائخ ونواب وأعيان وأبناء القبائل .
كما قام سعادة مدير التعليم في محافظة محايل عسير الأستاذ منصور بن عبدالله آل شريم ومنسوبي الإدارة من مساعدين ومداراء ورؤساء الأقسام التعلمية والإدارية ظهر اليوم بواجب العزاء في وفاة “المتحمي” كما قدم واجب العزاء بقية الموظفين، فقد قال : فقدنا أخ فقدنا صديق فقدنا من يحمي التعليم ويدفع به ويحفزه ،الله يغفر له ويرحمه ويتجاوز عنهم جميع .. “أبو سعود” فقد على الجميع مهما تكلمنا عنه نحن يا تعليم محايل عسير لن نوفيه حقه رحمه الله وتجاوز عنه فهو رسم مستقبل لمحايل وستمضي عليه بإذن الله تعالى فأحسن الله عزاكم جميعاً ، رحم الله سمو نائب أمير المنطقة ومرافقيه ونسأل الله أن يسكنهم فسيح الجنان ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان وإنَّا لله وإنّٓا إلية راجعون.
ولم يمنع كبر وإعاقة بعض المواطنين حضورهم على الكراسي المتحركة لتقديم واجب العزاء في “المتحمي”وبينهم الشيخ محمد البشري الذي أصر على الحضور رغم حالته الصحية.
وعرف “محمد بن سعود أبو نقطة المتحمي” بأعماله الإنسانية وحبه للجميع وتواضعه وإخلاصه وتفانيه في أداء عمله وخدمة وطنه.
حيث انه كسب ودّ وحب واحترام وتقدير أهالي محافظة محايل عسير منذ أول يوم عمل بها، وأخلص لها ولكل مكان عمل فيه من قبل، وقد شهدت له أفعاله وإنجازاته أنه القائد المخلص الحريص على تنمية المكان والإنسان، يعمل على مدار اليوم، ويتواصل مع الجميع، ويتابع بكل دقّة واقتدار احتياجات التنمية في محافظته ومراكزها، قفز بمحافظة محايل عسير قفزة نوعية مميزة تجاوزت عشرات المدن الكبرى التي تزيد عليها مساحة وعدد سكان، ومنذ أن كان رئيس مركز ثم وكيلاً للمحافظ ثم محافظاً في رجال ألمع وبيشه ومحايل عسير كسب محبة وصداقة سكانها، لتواضعه الجمّ وقربه من الجميع وحرصه على سماع صوت المواطن وتلبية حاجاته قدر الإمكان ، ولم يعرف عنه طوال حياته أن تردد في القيام بواجباته الاجتماعية يزور القريب والبعيد ويتفقد الأصدقاء ، فرحم الله فقيد الوطن ومرافقيه وأحسن العلي القدير عزاء ذويه وعزاء الوطن بفقده ولا نكلك إلا القول إنا لفراقك ومرافقيك لمحزونون.
رحم الله الأستاذ محمد بن سعود أبو نقطة المتحمي محافظ محايل عسير وقبل ذلك محافظ بيشة صاحب الأيادي والابتسامة الدائمة والخلق العالي والعمل المخلص الدؤوب لخدمة الوطن في كل مواقع العمل فقد قضى إلى ربه محفوفاً بالدعوات الصادقة تقبله الله مع الشهداء الأبرار، وكانت وفاته اثناء تأدية الواجب الوطني جولة عملية ذات أبعاد استطلاعية تفقدية لمشاريع المنطقة وقراها.
